زياد أبو رجائي
هناك سبعة صيغ تعمل عمل الفعل:
- أسماء الافعال: هيهات، صه (انظر هنا)
- المصدر (انظر هنا)
- اسم المفعول: مضروب
- صيغ المبالغة: فعال، فعيل
- الصفة المشبهة باسم الفاعل :وهي الصفة الْمَصُوغَةُ لغير تفضيل لإفادةِ الثبوتِ
- اسمُ التفضيل: وهو الصفة الدالة على المشاركة والزيادة
- اسم الفاعل
وحديثنا يدور في هذا المبحث حول اعمال اسم الفاعل نيابة عن الفعل، قال ابن مالك في ألفيته:
كفعله اسم فاعل في العمل إن كان عن مضيه بمعزل
والاعمال يكون واقعا على المنصوب اي في المفعول به وأن رفعه الفاعل لا يشترط فيه شيء.فيرفع الفاعل دائما، وينصب المفعول إن استكمل الشروط التي سنوضحها كما سيأتي.
والبلاغة في استعمال اسم الفاعل: يكون مراداً به الحصول في المستقبل وللدِلالة على تحقُّقه لا محالةَ، وخاصيته تكمن في كونه يحمل الاسمية والتي من خصائصها الاستمرارية والثبوت وهي آكد من الفعلية التي تفتقر لذلك، فتأدية الغرض باستعمال اسم الفاعل اذا كان المقصود تثبيت الصفة والاستمرارية في جميع الازمنة التي هو عليه بخلاف فيما اذا استعمل الفعل مباشرة لقاء غرض تجدد الصفة وعدم ثبوتها. فالعدول عن استعمال الفعل باسم الفاعل يكمن في تلك الخصيصة.
- يُشتق اسم الفاعل من الثلاثي على وزن [فاعِل] نحو سجد فهو: ساجد
- {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ (البقرة:187)}
- {لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (الشعراء:3)}
- {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً(البقرة:30)}
-
- يُشتق اسم الفاعل من غير الثلاثي على صورة الفعل المضارع، بإبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة نحو يساعد فهو: مُساعِد
- {وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (البقرة:96)}
- {إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (التوبة:120)}
- { وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (مريم:86)}
-
- اسم الفاعل عبارة عن نائب عن الفعل المبني للمعلوم؛ بخلاف اسم المفعول يكون نائبا عن الفعل المبني للمجهول.
- مسوغ عمل اسم الفاعل عمل فعله لجريانه على الفعل الذى هو بمعناه، وهو المضارع، ومعنى جريانه عليه: أنه موافق له.
- یعمل اسم الفاعل عمل فعلھ سواء أكان مفرداً أو جمعاً، وسواء أكان لازما أم متعديا لمفعول واحد أم متعديا لمفعولين(1)، فیرفع الفاعل وحده إن كان الفعل لازماً ، ویرفع الفاعل وینصب المفعول بھ
- { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا(البقرة:124)}
- مفعول أول: الكاف من «جاعلك»
- مفعول ثاني «إماما».
-
-
- أي اسم فاعل عامل یصح حذفھ ووضع الفعل مكانھ ويقبل أن يحل محله الفعل، والجملة یستقیم معناھا،
- معمول اسم الفاعل ھو الفاعل الذي رفعھ أو المفعول بھ الذي نصبھ.
- صيغ مبالغة اسم الفاعل تعمل عمله، وكذلك منه المثنى والجمع، وبشروطه.
- یجوز في اسم الفاعل إذا كان منوناً والذي تلاه مفعولھ أن ینصب ھذا المفعول ، أو یجره بإضافتھ إلیھ إذا لم یكن منوناً.
- يجر بالاضافة اليه كونه غير منون مثال قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} (الطلاق3) كما جاءت برواية حفص عن عاصم الكوفي
- ينصب المفعول كونه منونا قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بَالِغ ٌ أَمْرَِهُ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} (الطلاق3) كما جاءت برواية حفص عن شعبة وقرأها الجمهور نافع المدني وابن كثير المكي وأبو عمرو بن العلاء وابن عامر الدمشقي وحمزة الكوفي والكسائي الكوفي وأبو جعفروخلف العاشر.
- مثل : { إِنَّ المعلم مقدمٌ العلمَ لطلابھ} .. { إِنَّ المعلم مقدمُ العلم ِلطلابھ} ..
-
- إذا كان اسم الفاعل العامل مسبوقاً بنفي أو استفھام ، فغالباً یعرب مبتدأ وما بعده [معمولھ] یعرب فاعلاً مرفوعاً سد مسد الخبر
- قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي (مريم:46)
-
- یأتي اسم الفاعل مقترناً بـ: ألوإن يكن صلة أل ففي المضى وغيره إعماله قد ارتضى
- إذا كان اسم الفاعل مقترناً أو محلى بــ ( أل ) :عمل عمل فعلھ بلا شروط ، وھنا (أل) تكون موصولة: بمعنى الذي(2) ويعمل في الماضي والحال والمستقبل. لوقوعه حينئذ موقع الفعل
مثل : الفاعلُ خيراً ماجور
والمعنى : الذي یفعل الخير مأجور. الخير : مفعول بھ منصوب بالفتحة لاسم الفاعل (الفاعل).و یسمى {معمول اسم الفاعل}- إذا كان اسم الفاعل غيرَ مقترن بــ ( أل ) ومجردا من ال التعريف:
-
- فعندها یأتي نكرة ومنوناً ولا یعمل عمل فعلھ إلا بشرطین :
- أن یكون بمعنى الحال أو الاستقبال أي الآن ولیس على الزمن الماضي(3) . وهذا هو الشرط الذي أجمع عليه جمهور العلماء.
- اسم الفاعل لا يعمل إلا إذا اعتمد على شئ قبله وهذا يحصل اذا سبقھ ما يلي:وولى استفهاما أو حرف ندا أو نفيا أو جا صفة أو مسنداوقد يكون نعت محذوف عرف فيستحق العمل الذي وصف١- مبتدأ :أي: أنه يعمل إذا وقع خبرامثل : أخوك قارئٌ درسَھ = أخوك یقرأ درسَھ
أخوك : مبتدأ مرفوع بالواو ، وھو مضاف ، والكاف مضاف إلیھ .
قارئ : اسم فاعل سد مسد الخبر (اسم فاعل یعمل عمل فعلھ).
درسھ : مفعول بھ لاسم الفاعل منصوب بالفتحة .
٢ - نفي :مثل : { وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ (البقرة:145)}
٣ - استفھام :مثل : هل مسافر أخوك ؟
مسافر : مبتدأ مرفوع بالضمة أخو : فاعل لاسم الفاعل (مسافر) ، سدَّ مسد الخبر
في الفعل اللازم ( يسافر) اكتفى اسم الفاعل (مسافر) برفع الفاعل
في الفعل المتعدي (يزور) : هل زائرٌ أخوك جاره؟
زائر : مبتدأ مرفوع بالضمة . أخو : فاعل مرفوع لاسم الفاعل ، وعلامة رفعھ الواو ، وقد سد مسد الخبر .
جارَه : مفعول بھ منصوب بالفتحة .
٤ - موصوف :مثل :- هذا رجل مجتهد أبناؤه
- مررت برجلٍ حازمٍ أمتعتھ
حازم : صفة مجرورة بالكسرة ، وحازم اسم فاعل ، والفاعل ضمیر مستتر تقدیره : ھو .
أمتعتھ : مفعول بھ منصوب لاسم الفاعل ، و الھاء مضاف إلیھ .
٥ - نداء :مثل : یا صانعاً خيراً أقبل علينا (4)
صانعاً : منادى منصوب بالفتحة ، وصانعاً اسم فاعل عامل فاعلھ ضمیر مستتر تقدیره :ھو
الخيرَ : مفعول بھ منصوب لاسم الفاعل .
-
-
ولعلي اكون -وأرجو- قد وفقت للصواب الذي يرضيه عز وجل
فان اخطات فمني ومن الشيطان سائلا ربي ان يغفره لي وسائر ذنوبي
انه سميع مجيب الدعاء.
كتبه
زياد أبو رجائي
(1) الملخص لابن أبي الربيع 1/348.
(2) اسم الفاعل يعمل عمل فعله إن كان صلة لأل التعريف مطلقا فإن لم يكن صلة لأل عمل بشرطين عند البصريين: أن يكون بمعنى الحال أو الاستقبال. هذا الخلاف في عمل الماضي دون أل بالنسبة إلى المفعول به، فأما بالنسبة إلى الفاعل، فذهب بعضهم إلى أنه لا يرفع الظاهر, وبه قال ابن جني والشلوبين، وذهب قوم إلى أنه يرفعه، وهو ظاهر كلام سيبويه، واختاره ابن عصفور. وأما المضمر: فحكى ابن عصفور الاتفاق على أنه يرفعه، وحكى غيره عن ابن طاهر وابن خروف أنه لا يرفعه، وهو بعيد. كما قال المرادي رحمه الله في كتابه توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك -(2/849)
أما مذهب الأخفش: إن قصد بـ (أل) العهد فالنصب على التشبيه، وإن قصد معنى (الذي)، فالنصب باسم الفاعل
(3) أجاز الكسائي عمله إذا كان للماضي. واحْتَجَّ بقول الله تعالى: { وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ }[الكهف: 18] فنصب ذراعيه وعلامة نصبه الياء؛ لأنه مثنى والقصة قد وقعت في الماضي فعليه اجاز عمل اسم الفاعل لفعله في الزمن الماضي. ورد عليه الجمهور ان القصة ذكرها القرآن بصيغة الحال في استعمال زمن الفعل المضارع وكاننا نحدث بها الان وفي الحال : قال تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} فلم يقل سبحانه وتعالى وقلبناهم في زمن الفعل الماضي... والله اعلم
(3) أجاز الكسائي عمله إذا كان للماضي. واحْتَجَّ بقول الله تعالى: { وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ }[الكهف: 18] فنصب ذراعيه وعلامة نصبه الياء؛ لأنه مثنى والقصة قد وقعت في الماضي فعليه اجاز عمل اسم الفاعل لفعله في الزمن الماضي. ورد عليه الجمهور ان القصة ذكرها القرآن بصيغة الحال في استعمال زمن الفعل المضارع وكاننا نحدث بها الان وفي الحال : قال تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} فلم يقل سبحانه وتعالى وقلبناهم في زمن الفعل الماضي... والله اعلم
(4) قال بعض النحاة :الصواب أن النداء ليس من ذلك والمسوغ إنما هو الاعتماد على الموصوف المقدر والتقدير يا رجلًا صانعا خيراً