السؤال: هل في القرآن سجع ؟
قي المحافظة على رؤوس الآيات ..
الجواب:
(1). اختلف فيه السلف نقل الامام أبو بكر الباقلاني في كتاب الإعجازعن جمهور اهل السنة : ذهب أصحابنا الأشاعرة كلهم إلى نفي السجع عن القرآن كما ذكره أبو الحسن الأشعريّ في غير موضع من كتبه، وذهب كثير ممن خالفهم إلى إثباته اهـ. منهم الامام البيضاوي والامام التفتازاني من إثبات الفواصل والسجع فيه
(2). وبالتدقيق في المسألة نجد اختلاف أكثر فواصله في الوزن والرويّ، ونقل أبو حيان في في سورة فاطر أنه لا يقال في القرآن قدّم كذا أو أخّر كذا للسجع لأنّ الإعجاز ليس في مجرّد اللفظ بل فيه، وفي المعنى ومتى حوّل اللفظ لأجل السجع عما كان لا يتمّ به المعنى بدون سجع نقض المعنى، فو كان في القرآن سجع لم يخرج عن أساليب كلأمهم ولم يقع به إعجاز ..
(3). ومن انكر وجود السجع لمظنة وقوعه للحشو المخل ولزوم ما لا يلزم وهذا الامر غير مشاهد في القران فاختيار الفواصل في كلام الله يدل على دقة في كمال النظم ولم تخرج اي لفظة عند حدودها الممكن اسقاطها حقيقة كانت او مجازية ويدل على قوة في استعمال أساليب العرب البلاغية مما اضطر فصحاؤهم الى قول شاهدة حق به وهو ما زال كافرا كشهادة الوليد بن المغيرة :
( فو الله ما فيكم من رجل أعلم بالأشعار مني ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن مني، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا، والله إن لقوله الذي يقول حلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو وما يعلى..) رواه الحاكم بسند صحيح
.
(4). وأميل الى قول الامامين البيضاوي والتفتزاني رحمهما الله في وجود السجع وهذا لا ينقص من مقدار وقدر كلام الله بل يرفع شأنه عند تذوق نصوص الايات الكريمة ..
.
والله تعالى اعلم