زياد أبو رجائي
قال الأعشى ( بني قيس بن ثعلبة )(1)يمدح بها المحلق بن خنثم بن شداد بن ربيعة:
وإن أمرأً أهْدَى(2) إلَيْكَ وَدُونَـهُ مِنَ الأرْضِ يَهْماءٌ وَبَيْدَاءُ خَيْفَقُ
وإن أمرأً أهْدَى(2) إلَيْكَ وَدُونَـهُ مِنَ الأرْضِ يَهْماءٌ وَبَيْدَاءُ خَيْفَقُ
لَمَحْقُوقَة أن تَسْتَجِيبِي لِصَوْتِـهِ وأنْ تَعْلَمِي أنَّ المُعـانَ المُوَفَّـقُ
ومعنى أهدى من الهدية، وهذا لا يصلح إلا على أن الخطاب للناقة وكان قد أهداها الممدوح إليه، لا على أن الخطاب للمرأة المذكورة في القصيدة قبل البيت في قوله « وكم دون ليلى » وتمام رواية البيت على أنه خطاب للناقة هو: وإن امرأ أهداك بيني وبينه ... فياف تنوفات ويهماء سملق.
والأكثرون على رواية أسرى إليك، وأنه خطاب للمرأة، وأسرى: لغة في سرى أي سار ليلا. والموماة: الأرض التي لا ماء فيها. والبيداء واليهماء القفر. والسملق: الأرض المستوية.
والأكثرون على رواية أسرى إليك، وأنه خطاب للمرأة، وأسرى: لغة في سرى أي سار ليلا. والموماة: الأرض التي لا ماء فيها. والبيداء واليهماء القفر. والسملق: الأرض المستوية.
قد اختلف النحويون في تخريج قوله: « المحقوقة أن تستجيبى » ، فقيل: لمحقوقة استجابتك أي استجابتك محقوقة. وعليه فالتأنيث في محقوقة للمصدر المؤنث جوازًا. وعليه أيضًا فلا شاهد في البيت. وقال الكوفيون: محقوقة خبر إن امرأ، غير جار على من هو له وهو امرأ، وإنما هو جار على المرأة المخاطبة بقوله إليك. والبصريون يوجبون إذا جرى الخبر على غير من هو له إبراز الضمير المستتر فيه، فكان حقه أن يقول: لمحقوقة أنت أن تستجيبى لصوته. ويرى الكوفيون أن إبراز الضمير المستتر في مثل هذه الحالة حكمه الجواز لا الوجوب، واستدلوا بالبيت على ترك إبرازه.
(1) ديوان الأعشى ( ص 223) من قافيته التي مطلعها: أرقت وما هذا السهاد المؤرق
(2) في خزانة الأدب الكبرى (للبغدادي 1: 551، 2: 410) أسرى، في موضع: أهدى. و"أن المعان موفق" في موضع "أن المعان الموفق". =