يجوز رؤيته - عليه الصلاة والسلام - في اليقظة والمنام باتفاق الحفاظ، وإنما اختلفوا هل يرى الرائي ذاته الشريفة حقيقة أو يرى مثالا يحكيها، روي: «من رآني مناما فسيراني يقظة» . ومنكر ذلك محروم لأنه إن كان ممن يكذب بكرامات الأولياء فالبحث معه ساقط لتكذيبه ما أثبتته السنة (الفواكه الداني (360/2)
روى البخاري رحمه الله في صحيحه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم ( من رآني في المنام فسيراني في اليقظة )
وعند مسلم (حديث رقم 2266)، وأبي داود (حديث رقم 5023)، و أحمد (5/306)، أخرجوا الحديث باللفظ المذكور بلفظ "فسيراني في اليقظة. أو لكأنما رآني في اليقظة"
1. الحديث مشهور فقد رواه اكثر من اثني عشر من اصحاب النبي صلى لله عليه واله وسلم
2. لم يرد عن أي واحد منهم نفي امكانية رؤية النبي صلى الله عليه واله وسلم يقظة
3. نقله ائمة الحديث في كتبهم ولم يرد عنهم ان احدهم بوّب له في عدم امكانية رؤية النبي صلى الله عليه واله وسلم يقظة
4. لفظ ( فسيراني في اليقظة ) بالجزم جاء في احدى روايات البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه
5. مقارنة الروايات الاخرى يتم بين لفظ (اليقظة) وليست فعل (رأى) كما يفعل التكفيريون الذين يريدون تضعيف حديث البخاري!! باي وسيلة كانت طعنا بالحديث لانه لا يأتي وفق هواهم!!
لان الفعل جاء زيادة مشكوك فيها ( فقد رآني) او ( فقد رآى الحق )
فندع الزيادة ونأخذ اللفظ الثابت الذي يدور عليه الحديث وهو بين روايات
( فسيراني في اليقظة ) و( فسيراني في اليقظة ) او (فكأنما رآني في اليقظة ) فالترجيح واضح ان رواية الجزم في البخاري هي الصواب الذي يحمل عليها رواية اليقظة فينبغي تقديم رواية الجزم على رواية الشك
مع ورود عبارة :«فإن الشيطان لا يتمثل بي» يتاكد خيار الجزم في رؤيته صلى الله عليه سولم يقظة...
6. وبعض الاصوليون يرون امكانية الجمع بين الروايات ويكون الجمع كما يلي :
(1) رواية الجزم عند البخاري تكون لمن راى النبي بصورته الحقيقية
فمن راى النبي صلى الله عليه واله وسلم في المنام فسوف يراه يقظة
(2) من راه في المنام بغير صورته الحقيقية فسوف يراه في اليقظة بصورته التي راها في المنام لذلك استعمل رسول الله اداة التشبيه (فكأنما)
قال ابن حجر في الفتح :(387/12)
ويظهرُ لي في التوفيق بين جميع ما ذكروه أن من رآه على صفة أو أكثر مما يختص به فقد رآه ولو كانت سائر الصفات مخالفة......ويصح إطلاق أن كل من رآه في أي حالة كانت من ذلك فقد رآه حقيقة )أهـ
قال النووي في المنهاج شرح صحيح مسلم(25/15)
بل الصحيح أنه يراهُ حقيقة سواءٌ كانت على صفته المعروفة أو غيرها)أهـ
قال القاضي عياض : ان رؤيته بهيئة حسن هي صحيحة
اما اذا راه المسلم بهيئة غير حسن فيتم التأويل
وضعف قول عياض الامام النووي وقال: الصحيح أنه يراه حقيقة) سواء كان على صفته المعروفة أو غيرها. كما ذكره المازري
اين ان قول النووي وابن حجر فهم يؤكد انه النبي باي اوصاف كانت
7. قال الكرماني في الكواكب الدراري (50/22):
فإن قلت من أين يعلم الرائي أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت يخلق الله تعالى فيه علمًا ضروريا أنه هو عليه أفضل الصلاة والسلام
8. قال الطيبي في شرح المشكاة (3000/9): حول رواية فقد رآني:
ومعنى ((فقد رآني)): ما رآه صار واسطة بيني وبينه في تعريف الحق إياه