وصول ثواب قراءة القران للميت سواء من الولد او من الغير ..مشروعية الدعاء من أحياء المسلين لأمواتهم
(1) قال تعالى :{ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ }
فيها استغفار للذات وللغير اصحاب المعاصي هذا فيه دلالة واضحة على انتفاعهم بهذا الاستغفار
(2) { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ }
قال الامام الرازي في تفسيره: استوعبت جمبع المؤمنين الاحياء والاموات
(3) صراحة السنة في ايصال الثواب للميت
جاءه رجل من بني سلمة فقال يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما ؟ قال: ( نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما....)
(4) كان النبي صلى الله عليه و سلم يقرب كبشين أملحين فيذبح أحدهما فيقول : ( اللهم هذا عن محمد و آل محمد و يقرب الآخر فيقول : اللهم هذا عن أمتي من شهد لك بالتوحيد و لي بالبلاغ)، وفيه إشارة إلى أن الإنسان ينفعه عمل غيره بدليل أنه عليه الصلاة والسلام جعل أحد الأضحيتين عن أمته عليه الصلاة والسلام اي للغير!!
(5) افعال السلف
* روى الذهبي في سير النبلاء (7/ 278).قال عبد الرحمن بن مهدي:«... فلما كان اليوم الذي مات فيه [سفيان الثوري]، ذهبت لأخرج لصلاة العصر، فقال: تدعني على هذه الحال وتخرج؟! قال: فصليت عند رأسه، فقال لي: اقرأ علي (يس)، فإنه يقال: تخفف عن المريض. قال: فقرأت عليه، فما فرغت حتى طفئ». اهـ
* روى أحمد (4/105) عن صَفْوَان قال : حَدَّثَنِي الْمَشْيَخَةُ أَنَّهُمْ حَضَرُوا غُضَيْفَ بْنَ الْحَارِثِ الثُّمَالِيَّ (صحابي) حِينَ اشْتَدَّ سَوْقُهُ ، فَقَالَ : هَلْ مِنْكُمْ أَحَدٌ يَقْرَأُ يس ؟ قَالَ : فَقَرَأَهَا صَالِحُ بْنُ شُرَيْحٍ السَّكُونِيُّ ، فَلَمَّا بَلَغَ أَرْبَعِينَ مِنْهَا قُبِضَ . قَالَ : فَكَانَ الْمَشْيَخَةُ يَقُولُونَ : إِذَا قُرِئَتْ عِنْدَ الْمَيِّتِ خُفِّفَ عَنْهُ بِهَا . قَالَ صَفْوَانُ : وَقَرَأَهَا عِيسَى بْنُ الْمُعْتَمِرِ عِنْدَ ابْنِ مَعْبَدٍ .
قال الحافظ في "الإصابة" (5/324) : إسناده حسن .
جمهور السلف والأئمة الثلاثة: أبو حنيفة ومالك وأحمد، وكثير من فقهاء الشافعية* قالوا بوصول ثواب قراءة القرآن للمتوفى. قال الشوكاني وهذا هو القول الأرجح دليلاً سواء تمت القراءة من الولد أو من غيره، سواء كانت تطوعا عند البعض أو باستئجار من يقرأ للمتوفى
وهذا مذهب ابن تيمية وابن القيم بشرط ان يكون تطوعا بلا أجرة.
- الأصل فيه أن الإنسان له أن يجعل ثواب عمله لغيره
- ثبت وصول ثواب الحج والصيام والصدقة والدعاء والاستغفار فما الذي يمنع وصول ثواب القران
- ان قيل لم يرد عن الرسول فالجواب:
لم يبتدئهم رسول الله بذلك بل خرج ذلك منه مخرج الجواب لهم فهذا سأله عن الحج عن ميته فأذن له، وهذا سأله عن الصيام عنه فأذن له وهذا سأله عن الصدقة فأذن له .. وهذا مما سكت عنه صلى الله عليه وسلم فالاصل الاباحة قياسا بوصول اعمال الحج والصيام للميت.
- ان قيل لم يرد عن السلف فالجواب على كثرة ختمهم للقران فان فيه احتمال ان احدهم ما كلن يُشهد من حضره من الناس على انه نوى ثواب قراءته للقران لفلان الميت بل كانوا يحرصون على ان تكون اعمالهم الصالحة بالسر والخفاء خوفا من الوقوع بالرياء
___________________________________
بخلاف الشافعي قال النووي في شرح مسلم:
منهم ابن الصلاح، والمحب الطبري، وابن أبي الدم، وصاحب الذخائر، وابن أبي عصرون، وعليه عمل الناس وما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن،
وفي كتاب إعانة الطالبين ما نصه: قوله( لا يصل ثوابها إلى الميت ) ضعيف ( وقوله وقال بعض أصحابنا يصل ) معتمد
وقال رحمه الله : أن يعقب القراءة بالدعاء للميت لأن الدعاء يلحقه، والدعاء بعد القراءة أقرب إجابة وأكثر بركة