المسألة فيها خلاف وجمهور المتقدمين في التفسير عند تفسيرهم الاية لم يذكروا معنى عدم معرفته الكتابة والقراءة بقرينة ذكرها الله في اية ال عمران :
{وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا} ال عمران
وهذا ظاهر كلام ابن كثير في تفسيره عند تفسير الاية قال: وذلك أن العرب كانوا قديما متمسكين بدين إبراهيم الخليل عليه السلام فبدلوه وغيروه ، وقلبوه وخالفوه) لاحظ كلمة العرب! ولم يفسرها بعدم القراءة والكتابة ...
وفي تفسير الطبري روى اثرا :إنما سميت أمة محمد صلى الله عليه وسلم الأميين ، لأنه لم ينزل عليهم كتابا; وقال جل ثناؤه ( رسولا منهم ) يعني من الأميين وإنما قال : منهم لأن محمدا صلى الله عليه وسلم كان أميا ، وظهر من العرب .
لاحظ ان الامية فسرت انها ليس لديهم كتاب مثل ما عند اليهود التوراة وليس كما يتبادر للذهن انها من عدم القراءة والكتابة
وقال :والأميون : هم العرب
لذلك قيل فيها انها امية ليست تعليم الكتابة بل تعليم الكتاب... فعلى هذا فالأميون الذين لم يطلعوا على كتاب من قبل ولم يأتهم نبي بتعاليم..
وذكر السيوطي انهم العرب وعقّب بعدها بفوله : والأمي: من لا يكتب ولا يقرأ كتابا (تفسير الجلالين)
وقيل :معنى الأمي المنسوب إلى ما عليه جبلته أمه ولعله إشارة إلى فطرته التي لم تدنس
ولكون جاء في الحديث الصحيح ما يعارض هذا التفسير ولكونه صحيحا فمنهجنا اهل السنة والجماعة عند ورود نص ظاهره التعارض مع ايات القران قطعية الدلالة والحديث ظني الدلالة لانه خبر احاد فاننا نقوم بالجمع بينهما بالطريقة التالية حتى لا نعطل او نرد حديثا صحيحا جاء في البخاري ومسلم ... وتوجيهه كما يلي
قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا ـ يعني مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين. رواه البخاري ومسلم.
ليس فيها تصريحا انهم لا يعرفون فعل الكتابة بل المقصود تدوينه وتسجيله بقرينة انه قال لا نحسب اي انهم لا يكتبون بداية الشهر هكذا وهكذا....
ومع ذلك اقول ان المسألة فقهية تامة ليست عقائدية يسوغ فيها الخلاف فلا نشنع على المخالف ما دام يستند الى دليل وليس عن هوى
فالارجح انها بمعنى نسبته الى ام القرى اي المكي....والله اعلم