جوابا على من خلط بين العرفان الصوفي الاسلامي ومجاهدات النفس والتأمل عند البوذيين ليستدل به على ان الاشتراك الانساني في بعض الانماط السلوكية بمثابة خطأ للتصوف بشكل عام ...!!
ولاماطة الاذى عما لحق بالمسلم على المنهج الصوفي السني من ترّهات من قبل المتصوفة فشنّعوا كل تشنيع وفتحوا ثغرة يدخل منها كل من يريد ان ينتقم من هذا المنهج الرباني الحق وينعته باسوأ الصفات!! والله المستعان
والخلط بين العرفان الصوفي والفلسفي لدقة الملابسة بينهما .. فقد زاغ كثير من الفلاسفة كابن سينا والفارابي وابن رشد وغيرهم في نظرية العرفان الفلسفي ...
وحقيقة الامر ان العرفان الصوفي الوصول إلى معرفة الرب تعالى والفناء في القرب والبقاء فيه ، وهذه المعرفة يتم تلقيها من خلال عالم المشاهدة والتجلي على عقل المتلقي ... ويعتمد على مسلمات مسبقة تلقيناها عن طريق النقل ونسميه نحن أسلوب الذوق المستند إلى الإيمان بالوحي ....ونتائجها يدور حول هذه المسلمات لكي يتوصلوا إلى مرتبة الفيض الرحماني من الحق تعالى للعلوم والمعارف التي تبنى عليها عقائدهم
فالعرفان الصوفي هومعرفة شهودية لا تتم للإنسان إلا من خلال مجاهدة النفس وتزكيتها وتطهيرها وتأديبها بآداب الشريعة ! ابتداءً
بعكس الفلسفة البوذية التي وان تشابهت معنا في الرياضة النفسية ومجاهدة النفس (لان ذلك طبيعية انسانية مشتركة بين الجميع ) الا انهم لا يعتمدون في فكرهم التنظيري على مجاهدات النفس و تطهيرها من الشوائب كما يفعل الصوفي الاسلامي ..فيقعون بما يسمونه التأمل ..وهذا اقصى ما يستطيعون ان يصلوا اليه ...
والفرق يتضح انهم في المعرفة يقدمون الاستدلال العقلي على أسلوب الذوق المستند إلى الإيمان بالوحي والذي مركوزه في القلب فهو المرآة المجلوة امام الحق تعالى ( في الماوراء) ليعكسها في قلب العارف ....لترتفع الحجب وتستعذب بمقام القرب والوصال ....
والله اعلم