قال الامام الشاطبي في كتابه "الاعتصام" :
أولاً : ....عن [الصوفية] المشهورين عند الناس: وإنما خصصنا هذا الموضع بالذكر وإنْ كان فيما تقدم من النقل كفاية لأنّ كثيراً من [ الجهال ] يعتقدون أنهم متساهلون في الاتباع وأنّ اختراع العبادات والتزام ما لم يأت في الشرع التزامه مما يقولون ويعملون عليه، [وحاشاهم] من ذلك أنْ يعتقدوه أو يقولوا به. فأول شيء بنوا عليه طريقتهم: اتبّاع السنة واجتناب ما خالفها. حتى زعم مذكرهم، وحافظ مأخذِهم، وعمود نحلتهم أبو القاسم القشيري أنهم إنما اختصوا باسم التصوف انفراداً عن أهل البدع".[1]
.
ثانياً : "الصوفية الذين نُسِبت إليهم الطريقة مُجمعون على تعظيم الشريعة، [مقيمون على متابعة السنة]، غير مخلين بشيء من آدابها، أبعد الناس عن البدع وأهلها. ولذلك لا نجد منهم من ينسب إلى فِرقة من الفرق الضالة، ولا من يميل إلى خلاف السُّنة. وأكثر من ذُكِر منهم علماء وفقهاء ومحدثون، وممن يؤخذ عنه الدين أصولاً وفروعاً، ومن لم يكن كذلك فلابد له من أن يكون فقيهاً فى دينه بمقدار كفايته".[2]
.
.
.
________________________
1) الاعتصام، الدار الأثرية، الطبعة الثانية،147/1-148.
2) الاعتصام 165/1-166.