[ حديث الاجتهاد ]
قال لي احدهم ان حديثَ معاذٍ هذا ضعيفٌ .. ضعفه الالباني !!
قلت له : لا نسلم لكم بذلك .. فمن صححوه واحتجوا به اكثر من عدد شعر رأسك!!
عن معاذ رضي الله عنه : ((... أَقْضِي بِمَا فِي كِتَابِ اللهِ ، قَالَ : فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللهِ ؟ قَالَ : فَسُنَّةُ رَسُولِ اللهِ ، قَالَ : فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ؟ قَالَ : أَجْتَهِدُ رَأْيِي لاَ آلُو ، ... ثُمَّ قَالَ رسول الله : الْحَمْدُ ِللهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللهِ لِمَا يُرْضِي رَسُولَ اللهِﷺ ))
[1]. أكبر دليل على رضا الرسول للمحدثات التي لها أصل من الكتاب والسنة واعتبارها سنة حسنة ...حديث الاجتهاد ... سمي بهذا الاسم كون رسول صلى الله عليه وسلم اعطى الاذن صريحا للصاحابي معاذ حين ارسله الى اليمن باستخدام اجتهاده في حال لم يجد الجواب في الكتاب والسنة ... ولا نشك نحن اهل السنة ان الصحابي ولا يعقل ان يقوم باجتهاد الا بالقياس على نصوص من الكتاب والسنة .. كما جاء في نص الحدييث
.
[2]. ولهذا السبب تجد اهل التبديع يزجون به بالضعيف ولا يسلمون الى اكثر العلماء في تصحيحه ويسوقون بعض اهل الحديث الذي ضعفوه !!
.
[3].أخرجه ابن أَبي شَيْبَة ، وأحمد ، وعَبد بن حُميد ، والدارِمِي ، وأبو داود ، والترمذي.
[4]. من صححوه :
1. صحح متنه ابن الجوزي :
قال ابن الجوزي في " العلل المتناهية " : " لا يصح إن كان الفقهاء كلهم يذكرونه في كتبهم و يعتمدون عليه ، ولعمري ؛ إن كان معناه صحيحا "
ثم تساءل وقال : هذا الحديث اعتمد عليه العلماء واذا كان معناه صحيحا فما المانع من ثبوته ؟!! ... وقال: اذا تلقته الامة بالقبول أغنى ذلك عن ذكر سنده
2. صححه الامام الجويني : و الحديث مدون في " الصحاح " متفق على صحته (!) لا يتطرق إليه التأويل
3. صححه ابن القيم ابن القيم في " إعلام الموقعين " ( 1 / 243 ) : ورد شبهة الجهالة في الرولة: " و أصحاب معاذ و إن كانوا غير مسمين فلا يضره ذلك ، لأنه يدل على شهرة الحديث ، و شهرة أصحاب معاذ بالعلم و الدين و الفضل والصدق بالمحل الذي لا يخفى "
4. صححه الخطيب البغدادي في " الفقيه و المتفقه "
5. صححه ابن الاثير كما هو ظاهر كلامه ابن الأثير في هذا الحديث في " جامع الأصول "
6. صححه الشيخ زاهد الكوثري : وقال دفعا لشبهة الجهالة عن الرواة : شعبة بن الحجاج المعروف بالتشدد في الرواية و المعترف له بزوال الجهالة وصفا عن رجال يكونون في سند روايته ) ..و الحارث هذا ذكره ابن حبان في " الثقات "
7. صححه ابن تيمية وقال اسناده جيد (اصول التفسير ص94
8. وصححه ابن كثير في التفسير
9. وصححه الشوكاني وقال انه مما تُلقي بالقبول(ارشاد الفحول202)
10. وصححه الغماري في تخريج احاديث اللمع 299 وقال : اشتهاره بين الناس وتلقيهم له بالقبول مما يقوي أمره
11. وصححه الذهبي : ما هو بمجهول واصحاب معاذ لا يعرف بهم ضعف وهم جميعاً.(التلخيص 802)
12. صححه ابن العربي : بقوله : والدين القول بصحته( عارضة الاحوذي 6/72)
13. صححه ابن القاصّ ورد شبهة الاضراب..
14. وصححه الامام احمد والائمة الذين اخرجوه في سننهم ولم يضعفوه كما قال ابن الجوزي ومنهم ابو داود ويحيى بن سعيد وعبدالله المبارك..
15. ولا تكاد تجد كتاب فقهي لاهل السنة يخلوا من الاحتجاج بهذا الحديث ...فاحتج به في كتبهم الامام السيوطي في مفتاح الجنة والزركشي في البحر المحيط والشاطبي في الموافقات والغزالي في المستصفى
[5]. رد شبهة الجهالة عن الرواة بقولهم :
1. لفظ الحديث "أناس من اصحاب معاذ يدل على كثرتهم وشهرتهم وعرفوا بالثقة والعدالة
2. اصحاب معاذ لا يوجد اخد منهم مجهولا ..
3. الحارث بن عمرو ...ارتفعت جهالته برواية الثقة عنه وهو شعبة.
4. لم ينقل جرحا مفسرا عن الحارث والقاعدة تقول العبرة في الجرح بالاتفاق..
والقاعدة ان جهالة الراوي لا توجب قدحا في الحديث اذا كان روي عن ثقة !! فكيف اذا علمنا ان هذا الثقة هو شعبة
وقد قال بعض ائمة الحديث اذا رأيت شعبة في اسناد حديث فاشدد يديك به
.
وأخيرا : -
من المحال أن تجتمع الأمة بعلمائها على حديث معين ثم لا يثبت له إسناد صحيح .
ولا ينبغي لأحد أن يظن أنه يثبت حديث لا يعرفه السلف بإجماع المتأخرين عليه !
قال الزركشي / يمكن ان يكون صحيحا على طريقة المحدثين مع كثرة الشواهد(المعتبر 65)
.
كتبه : د. زياد حبوب أبو رجائي.
21-2-2017
