روى مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أَنَّ سَهلَةَ بِنتَ سُهَيلِ بنِ عَمرٍو جَاءَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَالَت: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ سَالِمًا - لِسَالِمٍ مَولَى أَبِي حُذَيفَةَ - مَعَنَا فِي بَيتِنَا. وَقَد بَلَغَ مَا يَبلُغُ الرِّجَالُ، وَعَلِمَ مَا يَعلَمُ الرِّجَالُ, قَالَ: «أَرضِعِيهِ تَحرُمِي عَلَيهِ».
فظن بعض العوام وسهل عليهم من شرح الحديث على ظاهره فاضل واضل الناس ... وجعلوها مسألة مستحقرة لدى الناس ظنا منهم انهم يطعنون بالاحاديث ويشيعون ان التراث غلط ويكثر فيه من هذا القبيل الذي تمجه الانسانية والذوق العام والفطرة ...
فزاغ به بعض, ولمز وغمز بعض, أن النبي صلى الله عليه وسلم أباح لسالم أن يرضع اللبن من ثدي سهيلة, لكن هذا باطل لا يصح, وإنما أراد صلى الله عليه وسلم أن يشرب سالم لبن سهيلة, وليس رضاعَ ثديها,على أنها كانت بعمر أمه وكانت قد تبنته قبل نسخ التبني.
دليل ذلك ما رواه الواقدي وابن سعد عنه في "الطبقات" عن محمد بن عبد اللَّه ابن أخي الزهري، عن أبيه، قال: "كانت ــ أي: سهلة ــ تَحلِبُ في مسعط أو إناء قَدرَ رضعةٍ, فيشربُه سالمٌ في كلّ يومٍ حتى مَضَت خمسةُ أيام, فكان بعدُ يدخل عليها وهي حاسرٌ؛ رخصة من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لسهلة".