سالني احد الاصدقاء السؤال المكرر دائما وهي من انتاجات التبديع التي خلق بعص الاشخاص عقدة عند الناس مما يسمونه حراسة للعثيدة او صيانة للعبادة مما يدخل فيها مما لم لم يرد عن رسول الله او الصحابة ؟
هل اتلفظ بالنية عند الصلاة كما هي عند الحج ؟
الجواب :
اذا كنت موسسا اي ياتيك الوسوسة في الصلاة ان نيتك صلاة غير الصلاة التي انت قيها او تشك انك في صلاة حسب الوقت الذي انت فيها بالاداء لذلك قال الائمة الاربعة وهم متفقون على ذلك ان تتلفظ بالنية عند حلول هذا الشك لديك لتدفعه عن خاطر...
حيث اجمعوا ان من قال وتلفظ بالنية لتقوية ما استحضره في القلب يجوز
كذلك محل النية هو قبل الصلاة اي قبل العبادة وهذا يرد على من قال انها بدعة بسبب ان الصلاة عبادة والعبادة توقيفية لا يجوز الزيادة عليها !!
كذلك استحب التلفظ بالنية كل من الامام احمد بن حنبل والامام الشافعي فلو كان كما يزعم هؤلاء انها زيادة على العبادة كونها توقيفية لما اقر بها وعمل بها هذه الائمة فهم اكثر الناس اعتبارا لمفهوم البدعة فهل من يحذر منها يقع فيها !!؟ هذا لا يقبله عقل ولا يستسيغه منطق.. ومن اتهم الائمة بالبدعة فقد اتهم الصحابي الجليل عثمان انه قان بالبدعة عندما اخرج المؤذن الاول للجمعة من منار المسجد الى السوق ليعلم الناس ويستنهضهم للسعي الى الجمعة.... فهل فهم عثمان للبدعو كما هو فهم هؤلاء المتطرفين فقد توصعوا في مفهوم البدعة حتى اصبح المسلم في عداء او يشعر في عداء وحرب مع الدين وكأن الدين ليس يسر !!
اما الامام مالك فقد قال هذا خلاف الاولى ؟ تأمل عبارته لم يقل ان احمد والشافعي مبتدعة كما يقول ادعياء السلفية هذا العصر !! بل تلطف في العبارة ...
اما ابو جنيفة فقد قال انها بدعة كون انها لم تكن في عهد رسول الله ولا صحابته لذلك اطلق عليها البدعة ومقصودهم كما في كتب الفقهاء السابقين عند اطلاق البدعة يقصدون انها لم تكن في عهد رسول الله بالذات للتفريق بين ما كان في عهد رسول الله والعصور التي تلته كون ان المحدثات التي في عهده حظيت باقرارها منه صلى الله عليه وسلم واصطلح عليها بالسنة التقريرية
وقد ثبت عن الشافعي رحمه الله انه تلفظ بالنية قبل الصلاة :
فقد كان الشافعي إذا أراد أن يدخل في الصلاة قال : ( بسم الله موجها لبيت الله مؤديا لفرض الله ، الله أكبر )(المعجم لابن المقرئ ص 121) (طبقات الشافعية الكبرى للتاج السبكي 139/2) واسناده صحيح
قال الشافعية : ليساعد اللسان القلب، ولأن ذلك أبعد عن الوسواس
ويسن التلفظ بالنية قبيل تكبيرالاحرام
اتفق الائمة جميعا على انها مستحبة لكل مصلٍ موسوس يشك فيما عقد نيته .. من رأى جواز التلفظ قال (بالجمع بين نية القلب وفعل اللسان) من باب التأكيد لما عقد في القلب
وقد أباحه البعض لما فيه من تحقيق عمل القلب وقطع الوسوسة لكثرة الشواغل على القلوب فيما بعد زمن التابعين وقالوا لأن الإنسان قد يغلب عليه تفرق خاطره فإذا ذكر بلسانه كان عوناً على جمعه.
فالله اعلم
د. زياد حبوب أيو رجائي