من صور تدليس بعض المحدثين في ماولة لهم لاقناع المخالف ان الحديث ضعيف ما يرويه في نقاشه لرواة السند ان من ضعف فلان هو الامام احمد .. وعندما تذهب الى مسند احمد تجد هذا الحديث بنصه وباسناده ومن ضمنه هذا الراوي الذي قال عنه الامام احمد ضعيف ...
ويحق لنا ان نتساءل لماذا قال عنه ضعيفا ولم ابقى الحديث بنفس السند في مسنده ؟!!
والجواب كما قلنا ان حكم الامام احمد على راو بعينه لا يتم اسقاطه منفردا على مجمل السند . وبالتالي فالحكم لا يتم الا بالنظر الكلي للسند وعليه تجد اكام المتقدمين امثال امد وابي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة تختلف عما جرت عليه هذه الايام من المتأررين الذي يحكمون على الديث ضعفا من لال وجود راو ضعيف وتجدهم احيانا وللاسف يأخذون بقول الافظ ابن جر رحمه الله وغمض الطرف عما قال به الارون من تعديل للرراوي بجة ان الجرح المفسر مقدم على التعديل ... ولكن هذه القاعدة تم انتهاكها كثيرا لان هناك الكثير ممن جروا لا تجد لهم جرا مفسرا الا قول فلا انه الراوي هذا كذاب هكذا مجملا او قال الار انه متروك ولا يبين سبب الكذب او الترك...
مثال :
عند احمد : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ - قَالَ: طَلَبْنَا عِلْمَ الْعُودِ الَّذِي فِي مَقَامِ الْإِمَامِ، فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَى أَحَدٍ يَذْكُرُ لَنَا فِيهِ شَيْئًا -، قَالَ مُصْعَبٌ: فَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ خَبَّابٍ صَاحِبُ الْمَقْصُورَةِ: فَقَالَ: جَلَسَ إِلَيَّ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ يَوْمًا، فَقَالَ: هَلْ تَدْرِي لِمَ صُنِعَ هَذَا؟ وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: لَا وَاللَّهِ مَا أَدْرِي لِمَ صُنِعَ، فَقَالَ أَنَسٌ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ عَلَيْهِ يَمِينَهُ، ثُمَّ يَلْتَفِتُ إِلَيْنَا، فَقَالَ: «اسْتَوُوا وَاعْدِلُوا صُفُوفَكُمْ»
الشاهد:
الراوي : مصعب بن ثابت بن عبد الله
قال الذهبي في السير : قال احمد ضعيف .. قال عبد الله بن أحمد: سئل أبي عن مصعب بن ثابت؟ قال: أراه ضعيف الحديث. «العلل» (3218) .وقال عبد الله: سئل أبي عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير؟ (قال) : لم أر الناس يحدثون عنه. «الكامل» (1842) .
روى الحاكم له حديثاً في " التفسير " (2/301) ، ثم قال: " صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي!
ثم يأتي الالباني ويتعجب!! من فعل الحاكم والذهبي على اعتبار ان مصعب مجمع على تضعيفه وهو ليس كذلك
وَثَّقَهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُ.(السير 30/11)
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: مُصْعَبٌ مُسْتَثْبِتٌ
والسؤال الاخر لماذا روى له ابو داود في السنن:
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ السَّائِبِ، صَاحِبِ الْمَقْصُورَةِ، قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، يَوْمًا فَقَالَ: هَلْ تَدْرِي لِمَ صُنِعَ هَذَا الْعُودُ، فَقُلْتُ: لَا وَاللَّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ: «اسْتَوُوا وَعَدِّلُوا صُفُوفَكُمْ»
لماذا سكت عنه ابو داود ؟!
والسؤال الثالث : لماذا قام كل هؤلاء بتصي الحديث .. هل هذا عبثا .. اشاهم فكلهم حفاظ ومحدثين لا يشق لهم غبار
o صححه العيني في عمدة القاري (259/5)
o صححه ابن رجب في فت الباري شرح الباري (271/6)
o صححه وأخرجه البيهقي 2/ 22
o صححه البغوي في "شرح السنة" (811) بهذا الإسناد.
o صححه وأخرجه أحمد (13669) من طريق حاتم بن إسماعيل
o صححه ابن حبان (2170)
o صححه السفاريني في شرح عمدة الاحكام233/2
o صححه ابن سيد الناس في النفح الشذى 209/4
الجواب عندي لا شك لدي ان منهج المتأخرين هذا يختلف عما كان عليه السلف الصالح حتى انهم تخبطوا في الاحكام لانها كلها لا اتفاق فيها على مقرراتهم وفق علم الجرح والتعديل العاملين عليه !!
ومنهج الائمة المتقدمين اثبت وكله حق فهم يعرفون العلل الخفية او غيرها لقرب عهدهم بالرواة ويعرفون متى يقبل من فلان الضعيف ومتى يترك !!
وليست اسقاطات فردية
فلا بد ان ينظر الى متن الحديث ولا يعتمد على السند كما يفعل الالباني وغيره من المعاصرين وغيره فهذا الحكم جاء لان المتن صحيح فقد ثبت تسوية الصفوف في اكثر من حديث صحيح
