جاءني السؤال التالي من احد اصدقاء الصفحة على الفيسبوك
لماذا يتورع اهل السنة عن لعن معاوية ما دام ابن عباس لعنه في عرفة عندما علم ان الناس لا تلبي وهي سنة النبي فقيل له خوفا من معاوية ؟
وجوابي كما يلي :
الاحاديث التي رويت في لعن ابن عباس لمعاوية :
قال عبدالله بن عباس رضى الله عنهما ( لَعَنَ اللهُ فُلانًا عَمَدُوا إِلَى أَعْظَمِ أَيَّامِ الْحَجِّ، فَمَحَوْا زِينَتَهُ، وَإِنَّمَا زِينَةُ الْحَجِّ التَّلْبِيَةُ ) رواه أحمد ( 1870 ) وقال الأرنؤوط حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ، بِعَرَفَاتٍ، فَقَالَ: «مَا لِي لَا أَسْمَعُ النَّاسَ يُلَبُّونَ؟» قُلْتُ: يَخَافُونَ مِنْ مُعَاوِيَةَ، فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ، مِنْ فُسْطَاطِهِ، فَقَالَ: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ فَإِنَّهُمْ قَدْ تَرَكُوا السُّنَّةَ مِنْ بُغْضِ عَلِيٍّ» رواه ابن خزيمة فى صحيحه ( 2830 ) وقال الأعظمي إسناده صحيح، والنسائي ( 3006 ) وقال الألباني صحيح الإسناد
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ بِعَرَفَةَ , فَقَالَ: « يَا سَعِيدُ مَا لِي لَا أَسْمَعُ النَّاسَ يُلَبُّونَ؟ " فَقُلْتُ: يَخَافُونَ مُعَاوِيَةَ فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ مِنْ فُسْطَاطِهِ , فَقَالَ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ مُعَاوِيَةَ اللهُمَّ الْعَنْهُمْ فَقَدْ تَرَكُوا السُّنَّةَ مِنْ بُغْضِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ » رواه البيهقي حديث رقم (9447 )
اقول :
في باب فقهي كبير ( سدا للذرائع ) و ( الاستحسان ) اخذوا اهل السنة به في كثير من المسائل فوضعوا قاعدة درء المفسدة مقدم على جلب المنفعة.. واذا دققت في المسألة تجد ان قول اهل السنة صحيحا فان المفسدة الناشئة او المحتملة عن ذلك عواقبها وخيمة لانه سيدخل في ذلك طعن بالصحابة بالعموم (من وقف مع معاوية) ثم طعن بالوحي (كون معاوية كاتب رسول الله) ثم طعن بالدين لان من نقل لنا الدين هم الصحابة الذين اختلفوا وتشاجروا... الخ الخ ثم
ولو تاملت الاحاديث التي تكلم رسول الله فيها عن توقير الصحابة واحترامهم تدرك من خلال السياق ان ذلك اولى كحديث اصحابي كالنجوم .. ولا تسبوا اصحابي ..الخ الخ
ولو تاملت الاحاديث التي تكلم رسول الله فيها عن توقير الصحابة واحترامهم تدرك من خلال السياق ان ذلك اولى كحديث اصحابي كالنجوم .. ولا تسبوا اصحابي ..الخ الخ
لذلك السكوت عما شجر عنهم افضل سدا لذريعة الطعن كما بينت اعلاه واستحسانا لانه ادعى واولى في ائتلاف المسلمين وهذا مقصد شرعي (اجتماع كلمة المسلمين فالخلاف شر .... وكم اية وحديث حث على الوحدة ...)
كذلك اضيف نقطة مهمة ان ابن عباس لما لعن لم يذكر اسمه فاستنبط اهل السنة انه جائز اللعن على العموم كما جاءت ايات القران في سياقها لعن بالعموم على الظالمين والكافرين ولم يلعن المُعيّن وحديث رسول الله الصحيح لم يكن سباب ولعانا... فكل النصوص سياقها ينفي اللعن على المعين...
وان قلت ان احدى الروايات لعن فلانا وانه تم تغييرها من قبل الامام احمد بلفظ فلانا بدلا من معاوية هذا يحتاج الى دليل ثابث وصحيح واعتقد كل المطاعن في الامام احمد ومنهجه في تغيير ذلك وعدم رواية الاحاديث التي فيا تنقيص من الصحابة الخ الخ كما يتهمونه ليست صحيحة.. وبالتالي لو اجرينا عليها احكام علم الرجال والعلل الحديثية فانه لا يخفى عليك ان الاضطراب في الاحاديث -حتى الصحيحة- هي مظنة الضعف لان الرواية الاخرى قال رغم انف معاوية ثم ابهم اللعن وقال العنهم....
وان قلت ان احدى الروايات لعن فلانا وانه تم تغييرها من قبل الامام احمد بلفظ فلانا بدلا من معاوية هذا يحتاج الى دليل ثابث وصحيح واعتقد كل المطاعن في الامام احمد ومنهجه في تغيير ذلك وعدم رواية الاحاديث التي فيا تنقيص من الصحابة الخ الخ كما يتهمونه ليست صحيحة.. وبالتالي لو اجرينا عليها احكام علم الرجال والعلل الحديثية فانه لا يخفى عليك ان الاضطراب في الاحاديث -حتى الصحيحة- هي مظنة الضعف لان الرواية الاخرى قال رغم انف معاوية ثم ابهم اللعن وقال العنهم....
رضي الله عن الجميع
فالاسلم كما قلت ان نسكت عما شجر بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تجنبا لولوج ما هو أسوأ من ذلك...