بسم الله الرحمن الرحيم
وبه استعين
والحمد لله رب العالمين
لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نقسه
واصلي واسلم وابارك على سيدي رسول الله المعلم الاول والهادي الى الصراط المستقيم وعلى اله الطبيبن الطاهرين واصحابه الغر الميامبن رضي الله عنهم اجمعين وعنا بهم الى يوم الدين
ايها الاخوة الاحبة
اعلموا انه من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
فالفقه سبب لهذا الخير العميم من الله
قال تعالى وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيرا
قال الامام مالك : الفقه في الدين
واعلموا أن (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ)
(وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ)
هذِهِ المدونة، نهجتُ فيْهَا سبيْلَ الإيْجَاز والإختصَار، ,غايَتي مِن ذلِك توصيل المعلومة للمسلم باقصر الطرق
وألحقتُ بذلك الادلة
والشواهد من الكتاب والسنة المطهرة، وأثر الصحابة رضوان الله عليهم، وذكرتُ ائمة وفقهاء المذاهب الاربعة في منهج الاستدلال لديهم
ا وركزت على مواضع الخلاف بين المذاهب الاربعة وحرصت على منهجيه فيها اظهار الاجماع ....
سائلاً اللهَ عزَّوجل الإعَانَة ، واللطف في الأمر كلِّهِ ، وأنْ يَجعلَ مَا اكتبُهُ خالصَاً لوجههِ الكريْم
....وان يختم لي بالصالحات وحسن المآب معافاً في ديني وسالما في معتقدي
اللهم امين
الشيخ د. زياد حبوب أبو رجائي

هل يجوز اخذ الربا في بنوك الغرب للمقيم عندهم


د. زياد حبوب أبو رجائي
السؤال : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 

سيدي نحن في أمريكا و تعرف موقف أمريكا من الإسلام و المسلمين:
نعلم أن الفائدة على الأموال في البنوك حرام و ربا،  فهل نتركها لهم أم نأخذها لإطعام الفقراء و المساكين، نعلم أن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، ولا نؤجر على ذلك،  غير أنا نسأل عن أخذ الفائدة التي تراكمت بالآلاف ، بدلاً من تركها للبنوك الربوية،  نطعمها للكلاب و القطط الجائعة، أو ندفع بها بعض الضرائب التي تفرضها الدولة علينا و تثقل بها كاهلنا ليحاربو بها المسلمين؟ 
لا يوجد بنوك إسلامية هنا،  و نحن مضطرون للتعامل مع البنوك العادية الربوية،  و جرت العادة أن نترك الفائدة لهم طوال هذه السنين التي بلغت بالآلاف
و قد قيل لنا مؤخراً  أن لا نتركها لهم ليستفيدوا منه و أن هذا المال مثل مال من لا صاحب له،  تأخذه و تعطيه الفقراء و المساكين،  بدون أجر و ثواب،  و سأفعل ذلك إن شاء الله،  غير أني أريد منك أن تفكر معي في منطقي هذا:

1- تفرض الدولة علينا ضرائب هائلة و مكوس تبلغ 40 إلى 45 بالمائة من الدخل
2- هذه الضرائب تذهب في ميزانية الدولة في التعليم و الطرق و غيرها،  و يذهب جزء منها للأسلحة و الحرب على الإسلام و المسلمين. 
3- إن استطعنا أن لا ندفع هذه الضرائب و المكوس بدون ضرر و عواقب فحسن
4- كبار رجال الأعمال و التجار و الشركات يتحايلون و يدفعون أقل القليل،  بعدة وسائل و طرق ملتوية لا نقدر عليها لأنهم متنفذون و متغلغلون داخل مفاصل الدولة و مؤسساتها
5- نرجع للفائدة الربوية،  هي حرام و لا يجوز أخذها، نعم،  فلنعاملها معاملة المال الذي لا صاحب له،  و ندفعها للضرائب و المكوس الجائرة بشكل قانوني هنا للتخفيف منها قدر الإمكان
فما رأيك سيدي؟

الجواب :

نعم هو قول الامام ابي حنيفة ومحمد الحسن صاحب ابي حنيفة ....
في جواز التعامل بالربا في دار الكفار واشترطوا ان يكونوا محاربين للاسلام .... بل قالوا اكثر من هذا بتصحيح كل عقد أو معاملة تعود على المسلم بنفع ما دامت قائمة على التراضي، وليس فيها غش ولا خيانة
فالحنفية يجيزون أخذ الربا من الكافر الحربي  في دار الحرب لأن ماله مباح أصلا ، فيجوز أخذه برضاه عن طريق الربا 
وعليه الاختلاف الان هل الغرب تعتبر محاربين ام معاهدين للاسلام؟  مع كثرة المعاهدات الواقعة بيننا وبينهم عبر هيئة الامم!! فقالوا ليسوا محاربين بل معاهدين....
ومن قال انهم حربيين معاهدين فقد اصاب كذلك لما يفعله الغرب بالمسلمين ودعم اسرائيل...
ومن قال حربيين فقد ابعد النجعة لانهم حقيقة ليسوا حربيين بالمعنى الدارج والمفهوم من الحرب اعلان الحرب عليك عسكريا !!
فاقول :
كذلك الاجماع وجمهور العلماء ومشهور ومعتمد المذاهب الاربعة على تحريم الربا لعموم الادلة التي لم تفرق بيندار الكفار ودار لاسلام...
وكما تعلم انا مع الجمهور كما اعلنت في كثير من منشوراتي ولعلك قرأتها... فاميل الى الجمهور 
وعليه اقول
وخروجا من الخلاف اقول من أخذ برأي الجمهور فهو الاحوط لدينه ومن اخذ بقول الاحناف فقد أخذ بالرخصة ..
والله تعالى اعلم