المولد النبوي الشريف .. (3) الرد على الشبهات
يقولون : ( لا يجوز إحداث احتفال لها لأنه لم يرد من الشرع أمر به فإنه لا يجوز لأن مثل هذا عبادة والعبادة تحتاج إلى توقيف من الشرع كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) فمن أحدث في دين الله ما ليس منه فليس له إلا العناء والمشقة وعمله مردود وطريقته ضالة) ابن عثيمين ..
الجواب: قال أهل السنة :
أولا : قوله (هذا عبادة تحتاج الى توقيف من الشرع) : هذا لو سلمنا له ان الاحتفال -مجرد الاحتفال-عبادة !! وهي ليست كذلك كما سأبينه لاحقا:
ان ذلك لم يفهمه السلف على الاطلاق بل ان الشواهد تشير الى قبول زيادة في العبادات - فيما لو اعتبرنا ان الاحتفال عبادة وليس وسيلة الى ذلك- دون ان تجد لها نكيرا من احد او مخالفة من غيرهم فذهبت مذهب الاجماع السكوتي بل ذلك اشبه بما شاع وانتشر بين الصحابة رضي الله عنهم:
1. ثبت عن ابن مسعود وغيره زيادة في التشهد بعد موت النبي ( السلام على النبي...) بدلا من صيغة المخاطبة ( السلام عليك ايها النبي...)
2. عن عكرمة أن أبا هريرة كان يسبح كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة، يقول: أسبّح بقدر ذنبي, وفي رواية : إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة) صحح اسنادهُ الحافظ ابن حجر العسقلاني في الإصابة (4/209)
ولم ترد عن الرسول بهذا العدد المخصوص! ولم ينكر عليه أحد من الصحابة!
3.أخرج أبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشهد: »التحيات لله الصلوات الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ـ قال ابن عمر: زدتُ فيها: (وبركاته) ـ السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله ـ قال ابن عمر: زدتُ فيها: (وحده لا شريك له) ـ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
وهذه الشواهد كلها احدثت بعد وفاة النبي حتى لا يأتي معترض! ويقول نالت الاقرار منه صلى الله عليه وسلم فصارت سنة !!
اما ما احدث في عهده صلى الله عليه وسلم فكثير ومتوافر حتى اصبحت تسمى عند الاصوليين بالسنة التقريرية والتي هي بالأصل بدعة استحسنها الصحابة بدون ائذن منه ونالت الرضى والقبول من الرسول بل رتب عليها ثواب لمن فعلها وقد ضربنا امثله لها كثيرا ... يرجى الاطلاع عليها..
.