قال ﷺ : المجالس بالامانة
إيّاكم وفضح الاسرار التي تتم على الخاص اذا حصل اي سوء تفاهم بينكم... إيّاكم
الذي عليه أهل العلم أن السر لا يباح به إذا كان على صاحبه منه مضرة او قبيحا...
أن ما يجري في الخاص من أمور من شأنها الكتمان وليس من شأنها أن تعلن والا لما افضى لك صاحبك بامر لو شك انك ستنشره (!!)
قال سيدي رسول الله ﷺ : لا يتجالس قوم إلا بالأمانة
(1) . قال الامام البيهقي فيه حفظ المسلم سر أخيه ... فاحذر أن تضيع أمانة استودعتها ، وتضييعها أن تحدث بها غير صاحبها فتكون ممن خالف قول الله (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) فتكون من الظالمين وتحشر في زمرة الخائنين
انما يتجالس المتجالسان : (بأمانة الله تعالى) أي انما ينبغي لهما ذلك فانه من لا أمانة له لا ايمان له كما يأتي في حديث (فلا يحل لاحدهما أن يفشي على صاحبه ما يخاف) من افشائه بغير اذنه فانه خيانة وانه تعالى لا يحب الخائنين
وعلى من أُودِعَ سراً أن يحافظَ عليه ولا يفشيه أبداً، وإلا أصبح خائناً، وهي صفة مشابهة للمنافق الذي إذا ائتمن على شيء خانه
ومن شدة التحذير لهذا الفعل الشين «إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت ; فهي أمانة»
ونظير الالتفات هنا الخاص فلو كان صاحبك يريد ان يعرفه الاخرون لما تكلم معك على الخاص...
(2) . لا يقتصر النشر على ما هو سيء ... بل أجمل العلماء كل ما تم بينهما ولا ينشره حتى الجيد منه الا باذن خاص لا يجوز ان يتجاوز موافقة ورضا الاخر ....
فلا يجوز لاحد أن يغشي على صاحبه ما يكره افشاؤه
(3) . إن إفشاء الأسرار ينطوي على مفاسد عظيمة ومخاطر كبيرة وعلى قاعدة (لا ضرر ولا ضرار) فالضررعلى نفسك والضرار على الغير....
(4) . والاسرار من الامانة والعهود باتفاق اهل العلم لذلك فإن الذين لا يوفون بعهودهم وأماناتهم من أسرار هامة وأمور خطيرة هم غادرون بنص الشارع الحكيم يقول عليه الصلاة والسلام ((يعقد لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان ابن فلان ))
من مقتضيات الوفاء بالعهود
قال تعالى: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُون]َ.
واخيرا اقول :
الجلساء أمناء على أحاديث بعضهم بعضًا لا يفشوا بها وأمناء على جلسائهم
.