السؤال : لا يوصف الله الا بما وصف به نفسه او ما وصفه رسوله ؟ ما قول اهل السنة بهذا ازاء ما يتناقله الوهابية من اتهامات بتعطيل ذلك في باب الصفات؟
الجواب : اهل السنة يقولون بهذا والتهمة مردودة عليهم فهم من يقوم بهذا وهم لا يشعرون !!
(1) هذه المقولة للامام المبجل احمد بن حنبل رضي الله عنه من أئمة أهل السنة وهي بمثابة اجماع لدينا ان ذلك من عقيدتنا
(2) ولجهل الوهابية بعقيدة اهل السنة كونهم لا يأخذونها من كتب ومصنفات اهل السنة وشروحها !! وانما يعتمدون ما شرحه ابن تيمية !! في كتبه وكثيرا ما يكون شرحه حسب ما فهم لا حسب ما اراد اهل السنة ان يعبروا به ..
(3) ولو فعلوا من تقصي الحقيقة من كتب اصحابها وشروحات تلاميذهم من بعدهم لوفروا علينا رد الافتراءات ووفروا على انفسهم من العناد والتجني على اهل السنة
(4) علمنا الله في كتابه كيف نتناول صفاته وافعاله على وجه يليق به سبحانه وتعالى ومنهج الكتاب والسنة كما يلي :
من القران :
1. الزمنا القران بآية محكمة لا يمكن الا بناء الحكم عليها { ليس كمثله شيء } نفي التشبيه ( الكاف : من ادوات التشبيه ) ونفى التمثيل ( مثله : لا مثل له )
2. عندما طلب سيدنا موسى من الله ان يراه قال له لن تراني .. وأعلمه بالفعل الصحيح الذي وجب ان يستخدم في حق الله وما يليق به وهو التجلي (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا)
لان فعل ارني انظر اليك يكون مع المخلوقات اما مع الخالق لا يمكن ان يستخدم هذا وما شابهه من افعال تتعلق بالمخلوقات.... لذلك لما افاق موسى من الاغماء قال سبحانك تب اليك ... والتوبة لا تكون الا على ذنب فاستشعر موسى ذنبه فاعتذر لله بالتوبة واردفها انا اول المؤمنين اي ايمان بدون شك ان الله لا يوصف الا بما يليق به بل لا يستخدم في حقه اي فعل من متعلقات المخلوقات ثم الايمان بما وصف كما جاء
من السنة :
1. عند حديث رؤية الله يوم القيامة قال الترمذي :
ومعنى قوله في الحديث: "فَيُعَرِّفُهُم نَفسَه" يعني يتجلى لهم
ثم نقل قول اهل السنة في مسألة الاستواء وصفات الله تعالى : (الّذي اختاره أهل الحديث، أن تُرْوَى هذه الأشياءُ كما جاءت، ويُؤمَنَ بها، ولا تُفَسَّر، ولا تُتَوَهَّم، ولا يقال: كيف)
فعلم منه التفويض يكون بالمعنى (تفسير وتوهم) وتفويض بالكيف
قلت وكل ما في الكون من مظاهر التجلي لله فصفة الخالق القوي القادر القدير البديع ماهي الا تجليات الله في الكون والانسان مظهر من مظاهر هذه التجليات الالهية... وقد بينت في الرواية الاخرى ان التجلي : يغشاهم من نوره ما لولا أن الله قضى أن لا يموتوا لاحترقوا ...
2. في مسلم (191) باب أدنى أهل الجنة منزلة : ( فيتجلى لهم يضحك....) تامل اقتران الفعل بالتجلي
هذا كله للتنبيه ان الافعال بحق الله تعالى هي تجليات ونتوقف عند ما وصف به نفسه ..
بخلاف اهل الوهابية الذين لا يتوقفون عند ما وصف الله به نفسه بل يخالفون الاجماع في تفويض المعنى (عدم التفسير) وتفويض الكيف ويقولون انه يضحك على الحقيقة لكن كما يليق به !! ف تعالى الله عما يصفون ....
قلت : اين مالك منهم والسلف في أمرّوها كما جاءت (لا معنى ولا كيف)
قال الخلال : قال احمد بن حنبل أبو عبد الله نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى...)أهـ (تلبيس الجهمية (510/6).
والوهابية تقول ينزل على الحقيقة كما يليق به !!
قال الاصبهاني (الحُجة في بيان المحجة 1/259)
(اجتمع الأئمة على أن [ تفسيرها قراءتها]، قالوا: أمروها كما جاءت )أهـ
اي مجرد التلفظ بها والقيام بفعل القراءة (فقط)... أي: تفويض المعنى و تفويض الكيف
,وحديث تجلِّي الله عزَّ وجلَّ لعباده يوم القـيامة المشـهور
قال الإمام الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح، ...والمذهبُ في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا :
وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تُروى هذه الأشياء كما جاءت ويُؤمَن بها ولا تُفَسَّر ولا تُتَوَهَّم ولا يقال كيف وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه ومعنى قولـه في الحديث: ((فَيُعَرِّفَهم نفسه)) يعني: يَتَجَلَّى لهم).
وقال عمر بن الخطاب: اقتربوا من أفواه المطيعين؛ واسمعوا منهم ما يقولون فإنه تتجلى لهم أمور صادقة (مجموع فتاوى ابن تيمية 473/10)