السؤال : قال السخاوي في الضوء اللامع :
حدث المقريزي في عقوده عن شيخه أبي حيان قال ألزمني الأمير ناصر الدين محمد بن جنكلي بن الباب المسير معه لزيارة أحمد البدوي بناحية طنتدا فوافيناه يوم الجمعة وإذا هو رجل طوال عليه ثوب جوخ عال وعمامة صوف رفيع والناس يأتونه أفواجا فمنهم من يقول يا سيدي خاطرك مع غنمي وآخر يقول مع بقري وآخر مع زرعي إلى أن حان وقت الصلاة فنزلنا معه إلى الجامع وجلسنا لانتظار إقامة الجمعة فلما فرغ الخطيب وأقيمت الصلاة وضع الشيخ رأسه في طوقه بعد ما قام قائما وكشف عن عورته بحضرة الناس وبال على ثيابه وحصر المسجد واستمر ورأسه في طوق ثوبه وهو جالس إلى أن انقضت الصلاة ولم يصل نفعنا الله بالصالحين.)
الجواب :
اذا صحت الرواية عن المقريزي
فان السخاوي ذكرها في معرض المدح وليس الذم كما يظن هذا التكفيري الحشوي!!
ويشهد لذلك :
1. انه في اخرها قال : نفعنا الله بالصالحين
2. وقال عنه في (265/9) : شيخ الفقراء
3. وقال في 69/12 : عند ترجمة الفاضلة الجركسية الناصرية الاحمدية : مدح في معتقدها في الشيخ:
وَكَانَت منطوية على خير وَدين محمودة الْأَفْعَال والاقوال معتقدة فِي سيدى أَحْمد البدوي.
وكان لا يذكره الا ويقول سيدي احمد البدوي
كما في الاقتباسات التالية :
فكيف يراه صالح وهو فعل هذه الفعلة امام الناس في المسجد الا لان الامام السخاوي فهم منها انها احوال كانت تصيب هؤلاء الاولياء ويسمونها جذبة فالمجذوب هو في حكم الغافل ليس والمجنون والصبي خارج عن نطاق التكليف!!
كذلك قوله لم يصل يقصد في وقتها ولا يلزم انه لم يصلها في حالة الصحو
شواهد اخرى :
وشاهد اخر من كتاب الضوء اللامع ايضا للسخاوي وانه من المعظمين للسيد احمد البدوي رضي الله عنه
1. قال السخاوي : عند ترجمة عبد الْمُجيب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن سبط عبد الْمُجيب أحد خدام سَيِّدي أَحْمد البدوي (77/5)
الشاهد قال : سيدي
2. وقال في (265/5) عند ترجمة مُحَمَّد بن مُحَمَّد ان مُحَمَّد ان عمر الشَّمْس العجلوني الاصل الطَّبَرَانِيّ ثمَّ الدشقي الشَّافِعِي الاحمدى نسبه لسيدى احْمَد البدوي شيخ فُقَرَاء
3. قال 266/9 عند ترجمة : مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن خضر الشَّمْس بن الشَّمْس بن الْبَهَاء ابْن الشّرف الأربلي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بالأحمدي / لاعْتِقَاده فِي سَيِّدي أَحْمد البدوي.
لكن تعودنا بالحشوية في اقتطاع وبتر نصوص دون الاحاطة بها تدليسا وافتراء
وينقلون ولا يعقلون النصوص ... ولا يعرفون الاحوال ومصطلحات القوم فينقلونها على انها ذم !!
وقولنا اذا صحت القصة
لانها وفق الجرح والتعديل وعلم العلل اسناد واه
لاتهام المقريزي من الامام السخاوي الذي نقل هذه القصة قال عند ترجمته (21/2) :
1. كان يزعم أنه سمع المسلسل على العماد بن كثير. ولا يكاد يصح ( اتهامه بالكذب)
2. فقد انفرد في تراجمهم بما لا يوافق عليه كقوله في ابن الملقن أنه كان يسيء الصلاة جدا وكان مع ذلك يكثر الاعتماد على من لا يوثق به (!!) من غير عزو إليه
3. أما الوقائع الإسلامية ومعرفة الرجال وأسمائهم والجرح والتعديل والمراتب والسير وغير ذلك من أسرار التاريخ ومحاسنه فغير ماهر فيه، وكانت له معرفة قليلة بالفقه والحديث والنحو واطلاع على أقوال السلف