بعد ان بيّنا جوازها لكل طالب حق رواية عن الامام احمد للحنابلة وعدم وجود نص من ائمة المذهب المعتبرين للشافعية وأجرينا قراءة وفق قواعد المذهب لنص الامام الدميري عند الشافعية وحررنا محل النزاع عند المالكية ... وتبيّن لنا بوضوح جلي لا خفاء قيه : أن جمهور اهل السنة اشترطوا الا يكون فيه قصدا او موافقة ... اي الاستحلال القلبي لمعتقداتهم والا فلا.
بات علينا توضيح عند الاحناف هل يجري هذا الفعل مجرى المعصية ام لا ؟
اقول هذا الفعل عند السادة الاحناف ليس معصية بحد ذاته :
قال الامام الاصولي ابن نجيم عند موضع الشاهد
(....ولم يرد به تعظيم اليوم ولكن على ما اعتاده بعض الناس لا يكفر ولكن ينبغي له أن لا يفعل ذلك في ذلك اليوم خاصة ويفعله قبله أو بعده لكي لا يكون تشبيها بأولئك القوم )البحر الرائق (8/555)
1. استدراكه باداة لكن يريد تثبيت حكم لما بعدها مخالف لما قبلها كما هي بلاغة الاستدراك لازالة توهم قد يفهم منه التحريم المطلق!!
2. استدراكه (ينبغي له أن لا يفعل ذلك في ذلك اليوم خاصة ويفعله قبله أو بعده)
3.اختلاف الحكم باول يوم عن لو كان ثاني او ثالث يوم يفيد ان جنس الفعل ليس حراما اي عدم التسوية بين الفعل من حيث الزمن!
4. وكيف يكون حراما وحلالا في محل واحدّّ!! لا يستقيم الا بتأصيل ان جنس الفعل لا معصية فيه.. والزام يقيني ان التسوية تفقد معناها
والمعنى ان من فعله في اليوم الثاني او الثالث فهو مباح ويجوز التهنئة باطلاق!!
5. والحكم الاول بالتحريم بني على سد الذرائع الذي لا يلفي الحكم الاصلي وانما يضيف وصفا (مؤقتا) للفعل بالاشتراط المقترن به مثل ازالة التشبه بهم!!
6. عدم التسوية للفعل في الزمن يوحي ان الكراهة عنده تنزيهية وليس كراهة تحريمية .
هذا عند السادة الاحناف كما يفهم من اصولييهم في التأصيل الفقهي للمسألة
.
7. جواز الانتقال بين الاقوال في المذهب الواحد وبين المذاهب :
1. قال الخطيب البغدادي: " يأخذ بقول من شاء من المفتين، وهو القول الصحيح (الفقيه والمتفقه 2/432)
2.قال الشيخ عليش المالكي: أمّا التقليد في الرخصة، من غير تتبّع ٍ، بل عند [ الحاجة إليها] في بعض الأحوال، خوف [فتنة] ونحوها، فله ذلك (فتح العلي 60/1)
3. قال ابن حجر الهيتمي: " والأصحّ أنّه مخيّر في تقليد من شاء، ولو مفضولاً عنده مع وجود الأفضل (الفتاوى الفقهية الكبرى، ج4/315)
8. ونقول ان دعوى الاجماع في ذلك مردودة . ولو فرضنا جدلا بوجودها فان واجب الوقت في هذا الزمن المعاصر ألجأنا ان نقلد غير المشهور في المذاهب في محاولة رأب الصدع الذي خلفه الفكر الظلامي في تشويه الاسلام والدعوة مما اصبح لزاما علينا بازالة الفوبيا لدى غير المسلم من ابناء الوطن الواحد بموجب الحقوق التي اعطاها الشرع للذمي
لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ.
.
كتبه : زياد حبوب ابو رجائي
#مجالس_المذاهب [730]