تطبيق واقتداء به ﷺ
السؤال : من اين أتى علماء اهل السنة بمبدأ قبولهم لاي احداث جديد لم يكن في عهد رسول اللهﷺ ونسبوه للحسن وبعضها ينسبونه للقبح ؟؟
الجواب:
(❶) الاصل ان ما يحدثه الناس من افعال ان يقاس على وفق الكتاب والسنة فان خالفها لا يقبل وينهى عنه وما وافقها يؤخذ به ولا يعد تشريعا جديدا او استدراكا على الشرع
وهذا الاصل هو اقتداء برسول الله ﷺ في فعله الذي علمناه من تقريراته لبعض الافعال فعلمنا منه ما هو قبيح وما هو حسن في مراد الشرع الحكيم
فرسول الله ﷺ وضع الاسس المحكمة في قبول العمل لمن جاء بعده فيستنون بسنته الشريفة ﷺ
(❷) ولقائل ان يقول كما يفعل الحشوية في شبهاتهم ان يرجعوه الى الكتاب والسنة فان لم يجدوا فلا يفعل .. ويلزموك بالاية: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} ... وهذا افتئات على القران وفعل النبي ﷺ... فالقران اخبرنا بانه ان لم يكن مثالا مطابقا لا في الكتاب ولا في السنة ان نرحعه الى العلماء للاستنباط اي على القياس بالاشباه والنظائر
{وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ }
(❸) أمثلة تطبيقية على الحسن والقبيح في تقريراته ﷺ :
1. ومثال الفعل الحسن : ان احد الصحابة رضي الله عنهم كان يختم قراءة ما تيسر من القران في صلاته بسورة الاخلاص قل هو الله احد
فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي ـ صلى اللّهُ عليه وسلم ـ
فقال : " سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ " ، فسألوهُ فقال : لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأهَا ، فقال النبيُّ صلى اللّهُ عليه وسلم : " أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ " .
فلم ينكر عليه بل رتّب على ذلك ثواب كلنا نتمنى ان يحبونا الله به الحب في ذات الله
2. ومثال العمل السيء :
لما قدم معاذ من الشام وقد كان رأى النصارى يعظمون القساوسة بسجود تعظيم حال رؤيتهم واللقاء معهم فأراد رضي الله عنه ان يقلدهم بتعظيم رسول الله ﷺ وهو أحق ان يعظم فلما وصل المدينة ورأى انواره سجد امام رسول الله ﷺ
قَالَ رسول الله ﷺ: ( مَا هَذَا يَا مُعَاذُ ؟ ) قَالَ : أَتَيْتُ الشَّامَ فَوَافَقْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِأَسَاقِفَتِهِمْ وَبَطَارِقَتِهِمْ ، فَوَدِدْتُ فِي نَفْسِي أَنْ نَفْعَلَ ذَلِكَ بِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَلَا تَفْعَلُوا ..)
(❹) فعلم اهل السنة ان هذا العمل حسن او هذا قبيح ... لان اهل السنة معظمون للنصوص وما بنى عليه الشرع من خكم فالعقل يحسنه ويقبحه بعد الشرع ...وان لم يكن نصا في ذات المسألة المختلف عليها فيستنبط بالقياس من علماء معتبرين لا من جهلة لا يفهمون اصول القياس الحق ....
.
كتبه : زياد حبوب ابو رجائي
#مجالس_المذاهب