التهنئة على المذاهب التاربعة :
أن التهنئة تكون بين الناس على قدر المودة بينهم في المعرفة والخلطة والممازجة ..
جرت عادة الناس بالتهنئة في هذه الأيام ولا مانع منه؛ لأن المقصود منه التودد وإظهار السرور ... لعيد اصبح احتفالا اجتماعيا اكثر منه دينيا اذ يحتفل به البوذي والمجوسي واصحاب الديانات الاخرى ومن لا ديانة لهم ...فمحل التحريم بالإجماع هو تهنئتهم بعبارة تدل على الرضا عن دينه فكيف اذا لم تخطر على بال المهنيء اصلا...!
وأصل علماؤنا قاعدة كبيرة :[كل ما زال اختصاصه بالكفار من العادات فإنه ليس من التشبه]
فإنه يجوز للناس أن يقوموا بها، لأن ذلك لم يعد مما يتميز به الكفار..
[ الاحناف ] : التهنئة قائمة مقام الاقرار لانه دليل الرضا والدلالة بمنزلة القول إذا وجد فعل يدل على الرضا فهو كالقول
قال ابن نجيم في البحر الرائق (ولم يرد به تعظيم اليوم ولكن على ما اعتاده بعض الناس لا يكفر ولكن ينبغي له أن لا يفعل ذلك في ذلك اليوم خاصة ويفعله قبله أو بعده لكي لا يكون تشبيها بأولئك القوم )البحر الرائق (8/555)
.
[ المالكية ] : التهنئة مقام الاقرار اذا كانت لتعظيم شعائر دينهم..قال ابن الشاط المالكي: في حاشيته على الفروق :(التردد إلى الكنائس في أعيادهم، ومباشرة أحوالهم) قلت: هذا ليس بكفر إلا أن يعتقد معتقدهم)أهـ (116/4)
واختلاف قول مالك في هذا جار على الاختلاف في أنهم متعبدون بالشريعة، فعلى القول في ذلك يكره معاونتهم وعلى القول بأنهم غير مخاطبين بفروع الشريعة، فلا يكون قد أعانهم على معصية. (البيان والتحصيل/ القرافي 576/3)
.
[الشافعية] : قال الشافعي رضي الله عنه: " ولو هنئ به فرد خيرا ولم يقر به لم يكن هذا إقرارا لأنه يكافئ الدعاء بالدعاء
قال الماوردي في الحاوي الكبير :
أن يكون دعاء لا يتضمن اعترافا ولا إنكارا، كقوله: أحسن الله جزاك وبارك الله فيك، فمذهب الشافعي: لا يكون ذلك إقرارا
وقال أبو حنيفة: الإجابة بالدعاء رضى والرضى إقرار بمنعه من النفي، وهذا ليس بصحيح، لأن مقابلة الدعاء بالدعاء مندوب إليه في التحية.
قال سبحانه: {إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو رودها} [النساء: 86] . فصار ظاهر جواب التحية دون الرضى والاعتراف فوجب حمله على ظاهره والله أعلم.(الحاوي الكبير 153/11)
( وسُئِلَ عز الدين بن عبد السلام ) عَنْ مسلم قَالَ لذمي فِي عيده: عيد مبارك هَل يكره أم لا ؟
( فَأجَاب ): إن قاله المسلم لذمي عَلَى وجه قصد تعظيم دينهم وعيدهم فإنه يكفر ، وإن لم يقصد ذلك وإنما جرى عَلَى لسانه فلا يكفر بما قاله من غير قصد ا هـ نقله الحطاب ( مواهب الجليل 6/289)
.
[ الحنابلة ] : (وفي جواز تهنئتهم وتعزيتهم وعيادتهم روايتان) المحرر (185/2) في الفقه على مذهب الامام احمد / ابن تيمية الحراني، أبو البركات، مجد الدين (المتوفى: 652هـ)
قال ابن قدامة في الانصاف(234/4) :
والرواية الثانية: لا يحرم. فيكره. وقدمه في الرعاية، والحاويين، في باب الجنائز. ولم يذكر رواية التحريم. وذكر في الرعايتين، والحاويين رواية بعدم الكراهة. فيباح وجزم به ابن عبدوس في تذكرته
ونقله الزركشي الحنبلي في شرحه على مختصر الخرقي(331/5)