الأحاديث المعلقة في صحيح البخاري :
التعليق : أطلق هذا الاصطلاح الحافظ الدارقطني وتبعه الاخرون... ومعناه قطع الاتصال بين الراوي ومن اعلى منه ..فهم يحذفون السند أحياناً ويقصدون به الاختصار ليقووا به حديثا اي شاهدا له ..موضوع الباب في الصحيح... فقد يفعل البخاري ذلك؛ لكون الحديث معروفاً من جهة الثقات عمن علقه عنه، أو لكونه ذكره متصلاً في موضع آخر من كتابه، أو لسبب آخر لا يصحبه خلل الانقطاع... لأن الشواهد يحتمل فيها ما ليس من شرط الصحيح، معلقاً كان الشاهد، أو موصولاً. والبخاري لا يكررها إلا لفائدة، وقد تكون الفائدة اما إسنادية أو متنية كرواية الحديث عن طريق صحابي اخر مثلا لاخراجه عن حد الغرابة..
قال الحافظ ابن حجر في الفتح : فيعتقد من يرى ذلك من غير أهل الصنعة أنه تكرار، وليس كذلك لاشتماله على فائدة زائدة.
- بصيغة الجزم : قال فلان، أو ذكر فلان -- هذا صحيح عند البخاري اي: دل على أنه ثبت إسناده عنده وهو على شرطه
- مثال: قال عثمان بن الهيثم: حدثنا عوف، حدثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة رمضان...) قال عثمان يفهم منه انه لم يسمعه منه لكن عثمان ثقة وليس ضعيفا موثق لديه فجزم به .. فتطرق الاحتمال لهذا جعل التعليق ليس على شرطه في اللقاء .
- بصيغة التمريض : يروى ويذكر عن فلان...
- مثال: ويُذكر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرقى بفاتحة الكتاب) وصله في موضع اخر
- المعلقات موصولة في موضع آخر من الصحيح، وإنما أورده في الموضع المعلق فيه اختصاراً أو مجانبة للتكرار
- والتي لم يصلها في الصحيح 160 حديثا قام الحافظ ابن حجر بوصلها كما ذكر ذلك في مقدمة فتح الباري
- المعلقات عن شيوخه كلها صحيحة ولها حكم العنعنة ...
- اتفق المسلمون ان عنعنة البخاري محمولة على الاتصال
منهج البخاري:
- الحديث المعلق ليس مردوداً لجهالة المحذوف فيه والا لما وضعه في صحيحه ويشعر عن رضاه على هذا المنهج والبخاري لو كان يعلم فيه جرحاً لذكره.ولم يقبله كشاهد!! على حديث الباب
- مجهول العين تقبل روايته عن الثقة الواحد وليس كما قال الاخرون عن اثنين فصاعدا.. وخاصة اذا كان في عصر التابعين في الثلاثة قرون الاولى او من عرف عنه لا يروي الا عن الثقات ...
- وهذا منهج السادة الاحناف¹
- ومنهج الامام احمد في مسنده فقد روى عن نصر بن باب الخرساني المروزي وهو عند البعض متروك، وعن مؤمل بن إسماعيل وهو عند البعض ضعيف !!
- ومنهج الامام ابو داود فانه لا يروي الا عن الثقات فقد روى عن مجهولي الحال فإن شيوخ أبي داود فيهم المجروح عند البعض
- ابن حبان يوثق الرواة المجاهيل فيمن لم يجرح ولم يأت بمنكر
_________________________________
(1) هناك مجهول الحال : يقبل الرواية عنه من الثقة حتى لو لم يصرح الثقة بالتعديل فيكفي انه رواه وقبله في سنده فارتفعت الجهالة عن هذا المجهول وخاصة ان المجهول هذا روى عن ثقة ايضا... فمسلسل بالصقة مع وجود مجهول عين او حال لا يفيد الا التصحيح