بسم الله الرحمن الرحيم
وبه استعين
والحمد لله رب العالمين
لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نقسه
واصلي واسلم وابارك على سيدي رسول الله المعلم الاول والهادي الى الصراط المستقيم وعلى اله الطبيبن الطاهرين واصحابه الغر الميامبن رضي الله عنهم اجمعين وعنا بهم الى يوم الدين
ايها الاخوة الاحبة
اعلموا انه من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
فالفقه سبب لهذا الخير العميم من الله
قال تعالى وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيرا
قال الامام مالك : الفقه في الدين
واعلموا أن (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ)
(وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ)
هذِهِ المدونة، نهجتُ فيْهَا سبيْلَ الإيْجَاز والإختصَار، ,غايَتي مِن ذلِك توصيل المعلومة للمسلم باقصر الطرق
وألحقتُ بذلك الادلة
والشواهد من الكتاب والسنة المطهرة، وأثر الصحابة رضوان الله عليهم، وذكرتُ ائمة وفقهاء المذاهب الاربعة في منهج الاستدلال لديهم
ا وركزت على مواضع الخلاف بين المذاهب الاربعة وحرصت على منهجيه فيها اظهار الاجماع ....
سائلاً اللهَ عزَّوجل الإعَانَة ، واللطف في الأمر كلِّهِ ، وأنْ يَجعلَ مَا اكتبُهُ خالصَاً لوجههِ الكريْم
....وان يختم لي بالصالحات وحسن المآب معافاً في ديني وسالما في معتقدي
اللهم امين
الشيخ د. زياد حبوب أبو رجائي

السكن والسكينة في الزواج وتعدد الروجات

السؤال: عن بعض الشباب الذين يؤولون القران باهوائهم بحجة التفسير من القران فيأتي بالعجائب فكان ان قرر ما يلي
لتسكنوا إليها: ليه قال الحكيم لتسكنوا إليها مش لتسكنوا معها أو جوارها؟
وجه بلاغي عظيم، الإله بيقولنا إن السكني في القلوب والنفوس قبل م تكون في المكان والزمان والحيز، والمعني ببساطة إن التآلف والحب شرط لزواج مثالي، محدش بياخد قلب حد بالعافيه ومحدش هيسكن حد بالعافية، لو مكنتش موجود في اعماق نفس شريكك يبقي الشراكة المكانية والزمانية ملهاش أي لازمة!
وجعل بينكم مودة ورحمة: هنا القيمة العظمي في الزواج، اللفظين دول شملوا حاجات كتير أوي، المودة تشمل المحبة واللطف والألفة والتعاون، والرحمة تشمل الحب والمسامحة والصفح والحلم والعدالة، الزواج التقاء روحين في بعض قبل اي حاجة، انصهار ذاتين في أقنوم المحبة الإلهية المقدس.
هنا لازم نسأل سؤال، هل من المودة والرحمة أن تتخذ شريكا مع شريكك ؟ أن تشعره بنقصه وتكفر بالإكتفاء به؟
أكيد لا، التعدد مش من المودة ولا الرحمة، وهما الدعوة الإلهية الأولي للزواج.
طب تعرف إن التعدد اتنسخ وانتفي حكمه تقريبا في نفس السورة ؟
"وإن خفتم ألا تقسطوا فاليتامي فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة " النساء الآية رقم 3 ..
وفي نفس السورة "ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما " النساء الآية رقم 129

الجواب
تفسير اية {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}
التعسفات في تأويل هذا الشخص
1. الخروج عن مركزية النص هو تعسف لا يقبل عقلا قبل ان يكون نقلا!!
2. الخروج عن مقتضيات اللغة التي نزل بها القران تعسف مرفوض كذلك
3. لا اريد نقاشك بالمأثور عن السلف رغم ان العقل يجوّزه كونهم هم اقرب الى عصر التنزيل وبالتالي اقرب الى فهم مراد رسول الله في كلام الله لاني علمت انك لا نؤمن بالسنة النبوية طهرها الله منك ومن امثالك البغاة على نصوص الشرع بما تهوى انفسكم
4. ويكون محورنا هو اللغة والقران نفسه الذي لا نستطيع القفز عنه لهوى في النفس او عبث في النصوص كيفما شئنا
اولا من حيث اللغة : قولك انه قال لتسكنوا اليها ولم يقل تسكنوا معها او جوارها
هذا باطل من عدة وجوه :
1. ان الفعل تعدى باداة الى ولم يتعدى بحرف ل فقال لتسكنوا اليها ولم يقل لتسكنوا لها وذلك دفعا لتوهم امثالك في ان يقتصر الفعل على السكينة والطمأنينة او الميل الذي يحقق اصل الفعل من سكن سكون مع احتمال الميل الحسي~ الذهاب الى المسكن  والميل المعنوي من اعمال القلوب اي اليل العاطفي...! 
2. لان اللام من بلاغتها تكون للتملك او الاستحقاق او التعليل او المآل العاقبة  ومعانٍ اخرى لا يحتاجها النص هنا فاقتصرنا على ما يخدم النص اصالة فيما لو ذكرها القران ومع انه لم يذكرها واستبعدها فتكون محل للاحتمالية لا للاصالة كما سابين تاليا
3. الى تفيد نهاية الغاية في بلاغة حروف العاني في لسان العرب
4. نهاية الغاية اما ان تكون مادية حسية سكن من منزل ومحل ومأوى
وإما ان يكون نهاية معنوية سكن من سكينة وطمأنينة 
5. وهذان الاحتمالان مُخصّصان محل الشاهد وموضع الاستدلال لذلك يطلبان مرجّح والترجيح يكون من دلالة النص او من نص منفصل لعلة جامعة للاشتراك في المعنى او مناسبة بينهما
1. اللام استبعدت من النص القطعي وحق لها الاستبعاد فكلام الله صفة من صفاته القديمة الازلية لا يأتيه الباطل بكل وجه من الوجوه دائما وأبدا اعتقاداً مبلغ الجزم لذلك لم يقل لتسكنوا لها لاحتماليات اجهاد النص وتحميله ما لا يطاق كما قال هنا {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا} اي سكنا لكم (مأوى) وهنا قال {إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ}(طمأنينة)
6. فلو كانت كذلك لكانت للتملك ! لوجود ذاتين مستقلتين فالعقل يجيزها ن هذا الوجه فنفاها الحق حتى تخرج من دائرة هذا المعنى وتعارضها ع قاصد الشرع في تكريم المرأة 
7. ولو كانت كذلك لكانت للاستحقاق اي ان الحق خلق المرأة للاننا نستحق ذلك وهذا يمتنع عقلا كونه لا يجب على الله شيئا وانما تفضلا واحسانا حتى عبادتنا له وطاعتنا وامتثالنا لاوامره ونواهيه هذه من ابجديات عقيدة أهل السنة
8. ولو كانت كذلك لكانت للمآل أو العاقبة وهي اقرب المعاني صحة لتحقيقها عقلا اذا ان المشاهدة والواقع يدلان ان الكون قام على الذكر الانثى في كل شيء حتى الذرة مكوّنها الرئيس الكترون وبروتون سالب وموجب كما تعلم.
9. بعد هذه المقدمتين ليس لنا الا الالتزام بمقتضى النص وهي (اليها) وليس (لها) بعد ان بيّنا لك فساد اختيار اللام .. وكيف لا ؟ والله هو القائل سبحانه وتعالى !
10. قلنا انفا ان (لتسكنوا) تحتمل سكن حسي~منزل ومأوى او سكن معنوي~سكينة وطمأنينة او ميل اتجاه... لذلك يحتاج الى مرجّح لمعرفة هذا المخصص في محل الاحتمال للنص كما بينته لتساوي الادلة.. ع وجود مرج قوب ليس كما قلت ففي الاية الكرية التالية ظهر ان السكن يعني المأوى اكثر من الميل العاطفي {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا} تغشّاها اي جامعها فحلت ... والجماع لا يكون الا بالمساكن!!
11. فلا يقبل منك ترجيح احداهما وانت لا تفقه اللغة وتفسير القران بالقران...فان اول النظر الرجوع الى الكتاب كما امر الله فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ!! وانت لا تريد رده الى الرسول وما نقلوه لنا من تفاسير وساجاريك على رده الى القران فحسب ...
ثانيا مسألة نسخ اية (تعدد الزوجات) من نفس النص!! كما ادّعيت جهلا
1. من حيث اللغة يشهد عليك المنشور انك لا تعي ولا تدرك معانيها جيدا عجزك عن كتابة المنشور بالفصحى وهذه اول الجهل واليه مردّ تعسفك بالتأويل فكيف بن يجهل اللغة وقوانينها ان يتكل بالتاويل !! ثكلتك أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك!!
2. قال عزّ من قائل (فإن) خفتم وهي اداة شرط تستعل في سياق شرط غير متيقن نه اي شرط مشكوك في تحصيله!! فلم يقل اذا وهي تحقق شرط التيقن
3. ثم قال بعدها { فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} هذه تعدد لم يحدد ملك اليمين بعني يكون عندك امرأة تحت مسمى زوجة وعشر نساء ملك يمين! اليس كذلك فالمعنى التعددي لم يمتنع في النص فواحدة او الجواري السراري 
4. فلو كان المقصود منع التعدد لم يعطف عليه الكثير ن على الجواري السراري!! فل تضيّق اسعا ن انت حتى تُقوّل اللهَ ما لم يقله!! اتق الله
5. لذلك قال علماء اصول الفقه بدلالة مفهوم المخالفة للمنطوق في ظل هذه القرائن اي فحوى الكلام ان الاية لا تمنع التعدد لانه يحق لقائل ان يقول أنا لا أخاف ان أعدل { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا} فانها تفيد التعدد كذلك
6. ثم قال بعدها : ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ... اي ألا تكثر عيالكم فلَا يَكْثُرَ من تَعُولُونَ بكناية تنفقون عليهم لاعالتهم وهذه العلة الثانية من داخل النص فلقائل ان يقول ان الغني ييحب ان يكثر عياله لانه يستطيع ان يعيل !! ويريد ان يعدد!!
7. من كثر عياله لزمه أن يعولهم ، فيجب ان ينفق عليهم ، وفي ذلك ما يصعب عليه المحافظة على حدود الكسب وحدود الورع وكسب الحلال والرزق الطيب... الخ
8. وقال علماء النحو منهم الكسائي: من العرب الفصحاء من يقول: عال يعول : إذا كثر عياله. لأن الغرض بالتزوّج التوالد والتناسل
9. اما الاية الاخرى التي تقول {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ } فالجواب عليها :

 لن تقدروا على التسوية بين النساء في ميل الطباع وَلَوْ حَرَصْتُمْ وإذا لم تقدروا عليها بحيث لا يقع ميل البتة ولا زيادة ولا نقصان لم تكونوا مكلفين به، وأن تكليف ما لا يطاق غير واقع ولا جائز. فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ أي رفع عنكم تمام العدل وغايته ولكن ائتوا منه ما استطعتم بشرط أن تبذلوا فيه وسعكم وطاقتكم. وبوجه آخر لن تستطيعوا التسوية في الميل القلبي وَلَوْ حَرَصْتُمْ ولا التسوية الكلية في نتائج الحب من الأقوال والأفعال لأن الفعل بدون الداعي ومع قيام الصارف محال. فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فلا تجوروا على المرغوب عنها كل الجور فتمنعوها قسمتها ونفقتها وسائر حقوقها وحظوظها من غير رضا منها فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ بين السماء والأرض لا على قرار أي غير ذات بعل ولا مطلقة. والغرض النهي عن الميل الكلي مع جواز التفريط في العدل الكلي في نتائج الميل القلبي، وأما الميل القلبي فمعفو بالكل وبالبعض لأن القلب ليس في تصرف الإنسان وإنما هو بين أصبعين من أصابع الرحمن.
والخلاصة
1. ذكرت في سياق الحرص وهو عمل قلبي لا يملك الانسان التحكم فيه ! 
2. ولو كان كذلك لما استطعنا اصلا في اختيار زوجة من بين اكثر من امراة للزواج منها!! .. فالحرص مفقود مع النساء سواء قبل الزواج او بعده ! اليس كذلك
3. المعنى لن تطيقوا أيها الرجال أن تسووا بين نسائكم وأزواجكم في حبهن بقلوبكم حتى تعدلوا بينهن في ذلك، فلا يكون في قلوبكم لبعضهن من المحبة إلا مثل بعضهن
4. لا إشكال ولا تعارض ؛ وإنما المراد : الاحتياط للعدل بين الزوجات ، أو الاقتصار على واحدة إذا خاف الظلم!!