عن أبي حميد الساعدي - رضي الله تعالى عنه – قال :
اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ الْأَزْدِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْأُتْبِيَّةِ عَلَى الصَّدَقَةِ(1) فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي قَالَ فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ فَيَنْظُرَ يُهْدَى لَهُ أَمْ لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ(2) أَوْ شَاةً تَيْعَرُ(3) ثُمَّ رَفَعَ بِيَدِهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ(4) إِبْطَيْهِ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ثَلَاثًا(5)
هو عامل النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقات ،اسمه عبد الله(6) بن ثعلبة الأزدي أو الأسْدي، واللتبية بضم اللام، وإسكان التاء المثناة من فوق، وبعدها باء موحدة، منسوب إلى بنى لتب بطن من الأسد، بفتح الهمزة، وإسكان السين، ويقال فيه: ابن اللتَبيّة، بفتح التاء، ويقال فيه: ابن الاتْبيّة، بالهمزة وإسكان التاء، وليسا بصحيحين.(7) . وقد بعث بن اللتبية الأزدي إلى بني ذُبْيَان (8)
وفي رواية أحمد : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: ما بال العامل نبعثه فيجيء فيقول هذا لكم وهذا أهدى لي.
قال ابن السمعاني ابن اللتبية بضم اللام وفتح المثناة ويقال بالهمز بدل اللام ،
وفي رواية أبي الزناد عن عروة عند مسلم " فجاء بسواد كثير " ، والمراد بالسواد الأشياء الكثيرة والأشخاص البارزة من حيوان وغيره ، ولفظ السواد يطلق على كل شخص .(9)
وهذا الحديث يدل أن ما أهدى إلى العامل فى عمالته والأمير فى إمارته شكرًا لمعروف صنعه أو تحببًا إليه أنه فى ذلك كله كأحد المسلمين لا فضل له عليهم فيه؛ لأنه بولايته عليهم نال ذلك، فإن استأثر به فهو سحت، والسحت كل ما يأخذه العامل والحاكم على إبطال حق أو تحقيق باطل وكذلك ما يأخذه على القضاء بالحق.
والغلول على أنواع : فمن الغلول أخذ شيء من الغنيمة قبل تخميسها وقسمتها، وهذا هو الغلول المشهور المعروف . ومن الغلول أخذ شيء من الصدقة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد بعث أبي مسعود الأنصاري ساعياً : ( انطلق أبا مسعود ولا ألفينك يوم القيامة تجيء وعلى ظهرك بعير من إبل الصدقة له رغاء قد غللته ..الحديث ) (10) . ومن الغلول هدايا العمال، فإن العمال الذين يجبون الزكاة ونحوهم إذا أخذوا هدايا على عملهم فهو غلول ، قال صلى الله عليه وسلم : (هدايا العمال غلول ) (11) .
قال الحافظ ابن حجر : { قوله ( لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة )
يعني لا يأتي بشيء يحوزه لنفسه ، ووقع في رواية أبي بكر بن أبي شيبة " لا ينال أحد منكم منها شيئا " وفي رواية أبي الزناد عند أبي عوانة " لا يغل منه شيئا إلا جاء به " } ، قال الله تعالى {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } {آل عمران:161} ، وقال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} {الأنفال:58}
ولفظ " لا يَغُل " : من الغلول وأصله الخيانة في الغنيمة ، ثم استعمل في كل خيانة !
وفي الحديث من الفوائد
1- مشروعية محاسبة المؤتمن .
2- منع العمال من قبول الهدية ممن له عليه حكم .
3- إبطال كل طريق يتوصل بها من يأخذ المال إلى محاباة المأخوذ منه والانفراد بالمأخوذ .
4- من رأى متأولا أخطأ في تأويل يضر من أخذ به أن يشهر القول للناس ويبين خطأه ليحذر من الاغترار به .
5- جواز توبيخ المخطئ .
6- هدايا العمال يجب أن تجعل فى بيت المال، وأنه ليس لهم منها شىء.
اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ الْأَزْدِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْأُتْبِيَّةِ عَلَى الصَّدَقَةِ(1) فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي قَالَ فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ فَيَنْظُرَ يُهْدَى لَهُ أَمْ لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ(2) أَوْ شَاةً تَيْعَرُ(3) ثُمَّ رَفَعَ بِيَدِهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ(4) إِبْطَيْهِ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ثَلَاثًا(5)
هو عامل النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقات ،اسمه عبد الله(6) بن ثعلبة الأزدي أو الأسْدي، واللتبية بضم اللام، وإسكان التاء المثناة من فوق، وبعدها باء موحدة، منسوب إلى بنى لتب بطن من الأسد، بفتح الهمزة، وإسكان السين، ويقال فيه: ابن اللتَبيّة، بفتح التاء، ويقال فيه: ابن الاتْبيّة، بالهمزة وإسكان التاء، وليسا بصحيحين.(7) . وقد بعث بن اللتبية الأزدي إلى بني ذُبْيَان (8)
وفي رواية أحمد : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: ما بال العامل نبعثه فيجيء فيقول هذا لكم وهذا أهدى لي.
قال ابن السمعاني ابن اللتبية بضم اللام وفتح المثناة ويقال بالهمز بدل اللام ،
وفي رواية أبي الزناد عن عروة عند مسلم " فجاء بسواد كثير " ، والمراد بالسواد الأشياء الكثيرة والأشخاص البارزة من حيوان وغيره ، ولفظ السواد يطلق على كل شخص .(9)
وهذا الحديث يدل أن ما أهدى إلى العامل فى عمالته والأمير فى إمارته شكرًا لمعروف صنعه أو تحببًا إليه أنه فى ذلك كله كأحد المسلمين لا فضل له عليهم فيه؛ لأنه بولايته عليهم نال ذلك، فإن استأثر به فهو سحت، والسحت كل ما يأخذه العامل والحاكم على إبطال حق أو تحقيق باطل وكذلك ما يأخذه على القضاء بالحق.
والغلول على أنواع : فمن الغلول أخذ شيء من الغنيمة قبل تخميسها وقسمتها، وهذا هو الغلول المشهور المعروف . ومن الغلول أخذ شيء من الصدقة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد بعث أبي مسعود الأنصاري ساعياً : ( انطلق أبا مسعود ولا ألفينك يوم القيامة تجيء وعلى ظهرك بعير من إبل الصدقة له رغاء قد غللته ..الحديث ) (10) . ومن الغلول هدايا العمال، فإن العمال الذين يجبون الزكاة ونحوهم إذا أخذوا هدايا على عملهم فهو غلول ، قال صلى الله عليه وسلم : (هدايا العمال غلول ) (11) .
قال الحافظ ابن حجر : { قوله ( لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة )
يعني لا يأتي بشيء يحوزه لنفسه ، ووقع في رواية أبي بكر بن أبي شيبة " لا ينال أحد منكم منها شيئا " وفي رواية أبي الزناد عند أبي عوانة " لا يغل منه شيئا إلا جاء به " } ، قال الله تعالى {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } {آل عمران:161} ، وقال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} {الأنفال:58}
ولفظ " لا يَغُل " : من الغلول وأصله الخيانة في الغنيمة ، ثم استعمل في كل خيانة !
وفي الحديث من الفوائد
1- مشروعية محاسبة المؤتمن .
2- منع العمال من قبول الهدية ممن له عليه حكم .
3- إبطال كل طريق يتوصل بها من يأخذ المال إلى محاباة المأخوذ منه والانفراد بالمأخوذ .
4- من رأى متأولا أخطأ في تأويل يضر من أخذ به أن يشهر القول للناس ويبين خطأه ليحذر من الاغترار به .
5- جواز توبيخ المخطئ .
6- هدايا العمال يجب أن تجعل فى بيت المال، وأنه ليس لهم منها شىء.
1 ) صَدَقَاتِ بَنِي ذُبْيَان
2 ) صوت البقرة
3 ) شَاة لَهَا يُعَار " وَيُقَال " يَعَار " وَهُوَ :صَوْت الشَّاة الشَّدِيد " ، الْيُعَار بِضَمِّ أَوَّله صَوْت الْمَعْز ، يَعَرَتْ الْعَنْز تَيْعَر بِالْكَسْرِ وَبِالْفَتْحِ يُعَارًا إِذَا صَاحَتْ .
4 ) الْعَفَر بَيَاض الإبط
5 ) رواه البخاري ومسلم واحمد وأبو داود
6 ) وسماه ابن سعد والبغوي وابن أبي حاتم والطبراني وابن حبان والباوردي وغير واحد: عبد الله. ، كما جاء في " الإصابة في معرفة الصحابة "
7 ) تهذيب الأسماء
8 ) الطبقات الكبرى لابن سعد (2/160)
9 ) شرح النووى على مسلم
10 ) رواه أبو داود (2947) وحسنه الألباني
11 ) حديث رقم : 7021 في صحيح الجامع
كتبه : أبو رجائي
الثلاثاء 30 ربيع الأول 1428 هـ