كل ثورة لا تنضج الا بظروف موضوعية وظروف ذاتية.. تتحد هذه العناصر لانتاج الحتمية التاريخية للحسم الثوري وصياغة شروط اندلاعها عبر مجموعة من العناصر الاجتماعية والاقتصادية والثقافية تسمى القابلية الثورية على اعتبارها وعياً جماهيرياً يجد فيه القائد نفسه ملزما باتخاذ القرار الطليعي على مسارين متوازيين .. الاول هو النهوض بمتطلبات الجماهير الى حيّز الفعل والثاني التفاوض السلمي بما يحقق اهداف الثورة
وهكذا كان كما سأوضح تالياً كيفية النهوض الهاشمي بما تطلبت المرحلة من همة قيادية لصالح العرب الذين هُمّشوا من الشوفونية التركية التي كانت تنادي بنقاء الدولة وفك ارتباط القوميات بها بعد انحلالها وتفسخها ....
(1) وهم سقوط الخلافة !!
يكثر الحديث عن الثورة العربية التي قادها الهاشميون من مكة المكرمة مع تحميلها المسؤولية عن سقوط الخلافة العثمانية (!!) .. ثم يتشدق الاخرون الكائدون لحركة الهاشميين من بداية حقيقية لانعتاق العرب من عبودية الشوفونية النازية التي نضجت من قبل الاتحاديين الذين كانوا ينادون بتنقية الدولة العثمانية من القوميات الاخرى اضافة الى تهميش العرب بالذات نتيجة ان الشرعية الدينية مع الهاشميين في استحقاق الخلافة في حال سقوط السلاطين كما سيأتي موثق بالتواريخ....
لاحظوا جميعا ان الثورة العربية الكبرى انطلقت في عام 1916
بينما انحلال الخلافة بدأ منذ 1889 اي قبل (25) سنة !! وقبلها تأكد الانحلال بالانقلاب العسكري 1908 ... فلا مجال لتحميل ثورة الهاشميين مسؤولية سقوط الخلافة!!
كما سأبين لاحقا اسباب انتشار هذه الشائعات وتصديقها من قبل العوام !! للاسف الشديد وترديدها دون الرجوع الى التاريخ الموثق
وارجو من الجميع متابعة التواريخ التي كانت سلسلة من الانهيارات للدولة العثمانية قبل تحقق انطلاق الثورة التي اصبحت من اللوازم الضرورية للعرب
(2) نضوج الظروف الموضوعية:
كانت بداية انحلال الخلافة منذ 1908 الفعلي قبل الثورة العربية الهاشمية 1916
وقبلها ثورة تركيا الفتاة. في عام 1889
كانت بدايتها كممانعة للسلطة المطلقة للسلطان عبد الحميد الثاني. عند تأسيس جمعية الاتحاد والترقي في 1906
مظاهرة لمؤيدي جمعية تركيا الفتاة في ناحية السلطان أحمد من الآستانة في سنة 1908
استبدل الانقلاب في الأساس السلطة الفعلية للسلطان:-
حكم الباشاوات الثلاثة(طلعت باشا و انور باشا وجمال باشا) المنتمين لتركيا الفتاة الدولة العثمانية منذ التحول عام 1913
يعرفون كذلك باسم الديكتاتورية الثلاثية وهم كل من وزير الداخلية العثماني طلعت باشا و وزير الحرب أنور باشا و وزير البحرية جمال باشا أعضاء حركة تركيا الفتاة، حكم البشاوات الثلاثة الدولة العثمانية بعد انقلاب 1913 وظلوا يديرون السياسية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.
أدى انقلاب 1913 في الدولة العثمانية (في 23 يناير 1913)، المعروف أيضًا بـ انقلاب الباب العالي، إلى الإطاحة بالصدر الأعظم كامل باشا من السلطة واستبدال وزير الحربية، ناظم باشا، بإسماعيل أنور باشا
في 23 يناير عام 1913، دخلت مجموعة من الضباط الباب العالي (بالتركية العثمانية: أثناء اجتماع مجلس الوزراء وأطلقوا النار على وزير الحربية ناظم باشا مما أودى بحياته، وأجبر كامل باشا على الاستقالة
[[حاول السلطان عبد الحميد مقاومة هذه الجمعيات، فنادى وتمسّك بفكرة الجامعة الإسلامية(الخلافة الاسلامية)]]
هذا الحزب السياسي التركي كان قومي شوفوني نازي كان ينادي:
أول حزب سياسي" في الدولة العثمانية. تحولت إلى منظمة سياسية على يد "بهاء الدين شاكر" ولتضم أعضاء تركيا الفتاة في 1906 خلال فترة انهيار الدولة العثمانية.
نجح كما ذكرت في استلام الحكم عبر الانقلاب العسكري ..وصلت إلى سدة الحكم في الدولة العثمانية بعد تحويل السلطنة إلى ملكية دستورية وتقليص سلطات السلطان آنذاك عبد الحميد الثاني في انقلاب 27 أبريل 1909
(3) دولة الخلافة سقطت قبل انطلاق الثورة العربية الكبرى بقيادة شريف مكة
اذن: بالتواريخ الموثقة ان الثورة كانت عام 1916 بينما السقوط الفعلي للخلافة على يد الانقلابيين تم 1889م والحركة الشوفونية الفاشية التركية بعد انتصار انقلابهم عام 1908 (!!!)
شواهد اخرى لسقوط الخلافة قبل الثورة العربية وان اشراف ال هاشم لا يتحملون اي مسؤولية عن الخلافة :
(1) الحركة الوهابية استحلت الجزيرة العربية قبل مائة عام من ثورة الهاشميين (!)
(2) قيام مملكة ال علي في مصر قبل الثورة باكثر من 100 عام استطاع محمد علي أن يعتلي عرش مصر عام 1805 بعد أن بايعه أعيان البلاد ليكون واليًا عليها
(3) قيام مملكة السنوسي في ليبيا
(4) قيام اللمملكة العلوية في المغرب
(5) قيام مملكة او امامة في اليمن
فلماذا يتم تحميل الثورة العربية الكبرى مسؤولية سقوط الخلافة !! بخلاف ما هو قائم على الواقع ...
حتى يتبين لكم كيف الاشاعات اخذت العقل العربي من جراء النواصب لال البيت وال هاشم وتحميلهم شيئا لم يكن بل كان ساقطا من قبل!!!
.
يتبع ......
يتبع ......