السؤال : جاءني السؤال التالي من احد الاصدقاء على صفحتي في الفيسبوك :
السلام عليكم ورحمة الله .. رايت لك قبل من اﻻدوية ما يفطر الصائم و قلت ان اﻻبر بصوره بصوره عامه ﻻ تفطر اﻻ اذا مغذيه .. لكن الذي نعرفه من علمائنا من جيل اﻻربعينات والذين غادروا الفلوجه بسبب تهجير داعش او قتلهم من قبل داعش قالوا اﻻبر بصوره عامه ﻻتفطر الصائم وان كانت مغذيه لكونها ليست من مدخل شرعي .. طبعا ليس الزرق القصد منها التغذيه وانما العﻻج .. والعلماء هم على المذهب الشافعي في الغالب والبعض على ابو حنيفه ..
هذا وﻻ
ثانيا ..انا يوم امس اضطرت ﻻستخدام قطره معقمه للعين لكنها تحكني منذ عدة ايام ما موقف الشرع منها ..
وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
نعم قلت ان الضابط هو التغذية لان هذا راي الجمهور كما تعلم فانا جمهوري واميل للمالكية اذا تساوت الادلة .. واعرف ان راي الشافعية بالجواز سواء مغذية ام لا ... وقد ذكرت ذلك في احد التعليقات في المنشور الرجاء الاطلاع عليه ...
واختياري الضابط كمغذي هو تقديم الاية على اي حديث فما بالك اذا كان آحاد كما يفعل الاحناف في منهج استنباطهم للحكم ... فالاية اقتصرت على الاكل والشرب ( اضافة الرفث للنساء وهذا مختلف بمعنى الرفث!!)
فالممنوع بنص الاية الاكل والشرب او اي شيء يأخذ هذا المعنى
دون التطرق الى المنفذ الى الجوف لان ذلك مختلف فيه بين المذاهب .... فمن يعتبره منفذا ومن لا يعتبره منفذا
وعليه كان اختيارنا لذلك ويلحق به بخاخ الربو ايضا فهو غير مفطر
اما القطرات فقلت انها غير مفطرة وذلك لانها تنضبط تحت الضابط : انها غير مغذية ... يعني لا تجد شخصا صائما يريد ان يفطر على قطرة عين او اذن او انف... هذه صورة منفية وعدمية !!
يعني لا تفي بلوازم الاية كما رآها الفقهاء فمن نظر اليها من باب التغذية ومن نظر اليها من باب الامتناع اي الصبر ... وهذه القطرات القليلة جدا لا تفي ايضا بمعنى الصبر وتصبير الجسم على الجوع....
اما من منعها لوجود ماء في مكوناتها فهذا من المعفو عنه لانها اصلا دواء وليس غذاء وثانيا قياسا بما يتبقى من ماء حول بطانة الفم بعد المضمضة في كل وضوء وهذا اتفاق بين العلماء من المعفو عنه
كذلك مع الانتباه ان ما يصل الى الحنجرة يمكن التحرز منه بلفظه وقذفه الى الخارج .. وان نزل قليل منه من المعفو عنه قياسا اخر على ما يتبقى من مواد وماء مذاب به مكونات السواك .. ومعروف ان ذلك من المعفو عنه
واخيرا
اقول ان من يمنع هذه له مستند دليل على الكتاب والسنة (بفهمه الخاص) ومن يبيح ذلك له مستند ودليل من الكتاب والسنة وكلها خير والاختلاف رحمه وما تأخذه نسال الله ان يكون قد اصبت السنة
فلا نشنع على من يقول بالحرمة ولا يشنع على من يقول بعدم التفطير من هذه المستجدات العصرية
والله اعلم