قال اهل السنه و الجماعه كلام الله نفسي وهو صفه قائمه بذاته ليس بحرف و لا صوت .
و الكلام يطلق على قسمين
الاول هو الكلام النفسي ودليله قوله تعالى . وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ . و قال . وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ .
فلا يجوز انكار الكلام النفسي لانه ثابت بالنص و العقل .
و القسم الثاني من الكلام هو اللفظ المفيد .
و اللفظ هو الصوت المشتمل على الحروف الهجائيه .
و المفيد ما يحسن السكوت عليه .
فإن قلت لما أخذ و اعتقد اهل السنه و الجماعه بالقسم الاول و هو الكلام النفسي انه صفه لله دون القسم الثاني .
قلنا القسم الثاني من الكلام و هو اللفظ المفيد . حادث . ودليل حدوثه انه يبداء بعد انتهاء السكوت .
و الكلمه لا تلفظ الا بعد انتهاء اللفظه التي قبلها . و كذا حروف الكلمه .
فلو قلنا كلام الله سبحانه . اللفظ الحادث .
لزم قيام الحوادث بذات الله سبحانه فصار مشابها لخلقه . وهذ لا يجوز شرعا و عقلا . قال تعالى . ليس كمثله شئ .
و القرآن العظيم دال على الكلام النفسي لله جل جلاله .
و كلام الله معجز من حيث نظمه لا من حيث انه صفه قائمه بذاته .
و قول اهل العلم . اللفظ حادث أو مخلوق . لا يلزم منه الاهانه أو الاستخفاف بالقرآن العظيم لانه معجز متعبد بتلاوته و لان الشرع امر أن لا يمسه الا المطهرون .
و اصل ما ذكر قول الله تعالى . وكلم الله موسى تكليما .
و الحمد لله والصلاة و السلام على خير خلق الله سيدنا محمد و على اله و صحبه