بسم الله الرحمن الرحيم
وبه استعين
والحمد لله رب العالمين
لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نقسه
واصلي واسلم وابارك على سيدي رسول الله المعلم الاول والهادي الى الصراط المستقيم وعلى اله الطبيبن الطاهرين واصحابه الغر الميامبن رضي الله عنهم اجمعين وعنا بهم الى يوم الدين
ايها الاخوة الاحبة
اعلموا انه من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
فالفقه سبب لهذا الخير العميم من الله
قال تعالى وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيرا
قال الامام مالك : الفقه في الدين
واعلموا أن (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ)
(وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ)
هذِهِ المدونة، نهجتُ فيْهَا سبيْلَ الإيْجَاز والإختصَار، ,غايَتي مِن ذلِك توصيل المعلومة للمسلم باقصر الطرق
وألحقتُ بذلك الادلة
والشواهد من الكتاب والسنة المطهرة، وأثر الصحابة رضوان الله عليهم، وذكرتُ ائمة وفقهاء المذاهب الاربعة في منهج الاستدلال لديهم
ا وركزت على مواضع الخلاف بين المذاهب الاربعة وحرصت على منهجيه فيها اظهار الاجماع ....
سائلاً اللهَ عزَّوجل الإعَانَة ، واللطف في الأمر كلِّهِ ، وأنْ يَجعلَ مَا اكتبُهُ خالصَاً لوجههِ الكريْم
....وان يختم لي بالصالحات وحسن المآب معافاً في ديني وسالما في معتقدي
اللهم امين
الشيخ د. زياد حبوب أبو رجائي

إبر الأنسولين وبخاخ الربو وقطرات العين والانف والاذن في رمضان


د. زياد حبوب أبو رجائي
مسائل رمضانية .. (10)
إبر الأنسولين وبخاخ الربو وقطرات العين والانف والاذن
وشيء من فقهها ..
كنت فيما مضى أؤيد اجتهاد المجمعات الفقهية المعاصرة في مسألة المفطرات من الابر والحقن بضابطها : إذا كانت بصفة "غذاء" فهي مفطرة وإذا كانت "دواء" فهي غير مفطرة
ولكن يجب أن يُقيّد بمن مرضه "مستديم" على طول السنة
أما من مرضه طاريء في رمضان فلا يجوز اعتبار هذا الضابط على اطلاقه مبيحاً لتناول الدواء. فالصحيح أن هذا المسلم "مريض" ويجوز له الإفطار و"القضاء" لقوله تعالى "فعدة من أيام أخر"

وحيث أن محل الخلاف بين الفقهاء في تعريف المرض الذي ذكره الله في القران فالأصح قول "الجمهور" في بقاء المرض على عمومه دون تقييده بتعلق مباشر بالصيام !! إذ أن كل مرض يؤثر بوجه ما، وإن كان ليس بكل الوجوه في الصيام من حيث الضعف العام المؤدي إلى عدم كمال في حق الحكمة من عبادة الصوم كما ينبغي ..
وعليه ؛ نقول :

1. ابر الانسولين :
"مفطرة" بكل وجه :لامكانية أن تنظم على وجبتي "السحور والافطار" وغير ذلك فهو يعتبر "عرفا" مريض لا يرجى برءه لعدم امكانية القضاء فيكون من اضطر لاخذ جرعة انسولين أثناء النهار فعليه الافطار ودفع فدية او كفارة دون القضاء لمظنة حصول ذلك في يوم القضاء ايضا !!

2. بخاخ الربو
"مفطر" بكل وجه ، أولاً لعدم امكانية تنظيمه بزمن الافطار (من المغرب الى الفجر) وثانيا للجرم الذي يحويه في المنبعث وهو اكثر مما يمكن أن يقاس عليه المتحلل من المسواك كي يكون معفو عنه
كما انه يعتبر "عرفا" مريض لا يرجى برءه لعدم امكانية القضاء فيكون من اضطر لاخذ جرعة فولتالين أثناء النهار لنوبة الربو فعليه الافطار ودفع فدية او كفارة دون القضاء لمظنة حصول ذلك في يوم القضاء ايضا !!

3. القطرة ... "العين والأذن والانف"
وهذا يتوافق مع الضابط الذي سقناه أعلاه بوصفه "دواء" ولا يتفق مع الشق الثاني بكونه "مستديم"
لذلك يؤخذ بفقه السادة فقهاء المذاهب الاربعة وفق قواعد كل مذهب
1. قطرة العين :
لا تفطر عند المالكية والاحناف والشافعية لان المنفذ مغلق (تجويف العين مغلق بمكونات العين ) مما يضعف ما يصل منها الى الحلق فالجوف
مع اشتراط "المالكية" عدم الوصول الى الحلق والا فهو "مفطر" كما قال الحنابلة

2. قطرة الاذن والانف :
"مفطرة" بكل وجه اتفاقا عند الاربعة كون المنفذ مفتوح على الحلق متصل اتصالا مما يرفع مظنة الوصول للحلق ظنا غالبا
غير أن المالكية اشترطوا الوصول الحقيقي للحلق وإلا فلا ..

.
. والله تعالى أعلم

فإن احسنت فمن الله وحده ؛ وإن اخطأت فمن "كسبي" وحدي وأسأل الله ان يغفر لي يوم لقائه .
.
.
والحمد لله على الاسلام والسنة