لزوم تقليد أحد المذاهب الأربعة،
لعدة اسباب:
(1)السبب الأول: لئلا يكون سبب اختيارك هوى النفس،
والنفس تهوى الأسهل والأيسر، فيكون هذا بحد ذاته ترجيحاً
والعامي وطالب العلم غير مؤَهَّلَين للتّرجيح بين الأقوال،
وقد ذم الله الهوى ذماً كبيراً بأن وصفه بالإله لأنه هو الذي يقود العقل لمثل هذه الاختيارات، فنجتنب ذلك بالتزام منهج معيّن من مناهج أهل السُّنَّة.
(**) يجوز الانتقال في مسألة ما -للضرورة- بين أقوال المذاهب، وأغلبها قولان فإما منفرداً لأحدهم وإما قول الجمهور.
وبدون ضرورة فلا داعي للانتقال، وتلتزم قول المذهب ولو كان خلافه أيسر منه.
(2) السبب الثاني : ضمانة لئلا يقع تلفيق بين الأقوال : فسداً للذريعة لا يجوز التلفيق بين الأقوال، بأن تأخذ جزءًا من حكم من مذهب وتكمله بجزء من حكم من مذهب آخر
فإما أن تأخذه كاملاً عند الانتقال وإما أن تتركه، فالتلفيق لا يجزىء صلاة.
(3) السبب الثالث : كما أن القول الآخر بالنسبة لمذهبٍ ما هو قولٌ مرجوحٌ أي ضعيف ولا يجوز تقليد الضعيف المرجوح إلا للضرورة وإلا فلا ينتقل من مذهب لاخر.
(**) لا يجوز التزام قول الجمهور كذلك لانه اختيار عن ترجيح كذلك والعامي وطالب العلم غير مؤهلَين للترجيح بين المذاهب والأقوال، فالترجيح من خصائص العلماء.
(4) السبب الرابع : إن ترك التمذهب خرق للإجماع، فقد نُقِل الإجماع على وجوب تقليد أحد الأربعة فلا يجوز الخروج عن الإجماع لأن الإجماع قاطع لأي تأويل محتمل.
نقل الإجماع من المذاهب الأربعة اتفاقاً، ومما نُقل على الإجماع، لزوم اتباع المذاهب الأربعة حسماً للفوضى الدينية
المذاهب الأربعة:
على الهدى لمن استهدى أدلاء، والجاهلون لأهل العلم أعداء
[1]. الأحناف: قال ابن نجيم في الأشباه والنظائر ( 1\131 ) :
وما خالف الأئمة الأربعة مخالف للإجماع وإن كان فيه خلاف لغيرهم.
[2]. الشافعية : قال الزركشي في "البحر المحيط" (8\240):
وقد وقع الإتفاق بين المسلمين على أنّ الحق منحصر في هذه المذاهب وحينئذ فلا يجوز العمل بغيرها ".
[3]. المالكية : قال النفراوي في“الفواكه الدواني”(2\365):
"وقد انعقد إجماع المسلمين اليوم على وجوب متابعة واحد من الأئمة الأربعة وعدم جواز الخروج عن مذاهبهم"
[4]. الحنابلة : قال ابن مفلح، (6\374) :
" وفي الإفصاح: إنّ الإجماع انعقد على تقليد كل من المذاهب الأربعة، وأنّ الحق لا يخرج عنهم ".
(5) السبب الخامس : مخالفة السلف،
لأنها ليست طريقة السلف في الاختيارات بل تجد كبار التابعين كلٌّ قد التزم بما يقول أحد الصحابة فصاروا يُسَمَّون باسم أصحاب ابن مسعود أو أصحاب ابن عباس أو أصحاب زيد أو أصحاب ابن عمر، فتجدهم يلتزمون قول هذا الصحابي مع علمهم أو أن المقتضى قائم بوجود فقهاء من الصحابة آخرين ومع ذلك كانوا لا ينتقلون بين المذاهب
بل وجدنا نماذج من السلف لما أراد أن ينتقل ترك كل المذهب وذهب الى مذهب لئلا يختلط الهوى عنده في اختياراته فنجد شافعياً صار مالكياً أو مالكياً صار شافعياً او حنفياً صار شافعياً...الخ.
#مجالس_المذاهب