اختلف في الجار للاسم المقسم به، بعد الهمزة. فذهب الأخفش إلى أن الجر بالهمزة، لكونها عوضاً عن الجار. واختاره ابن عصفور. وذهب غيره إلى أن الجر بالحرف المحذوف، الذي جيء بالهمزة عوضاً عنه. واختاره ابن مالك.
- اختلفوا في باء التعدية في مشاركة الفاعل للمفعول، نحو ذهب الله بنورهم أي : أذهب الله نورهمفمذهب الجمهور أن باء التعدية بمعنى همزة التعدية، لا تقتضي مشاركة الفاعل للمفعول. وذهب المبرد والسهيلي إلى أن باء التعدية، تقتضي مصاحبة الفاعل للمفعول في الفعل، بخلاف الهمزة.رد السهيلي بقوله تعالى " ذهب الله بنورهم " ، لأن الله، تعالى، لا يوصف بالذهاب مع النور.وأجيب بأنه يجوز أن يكون، تعالى، وصف نفسه بالذهاب، على معنى: يليق به(1)، كما وصف نفسه بالمجيء، في قوله تعالى {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (الفجر:22)}
- اختلف هؤلاء بالباء الزائدة التي تحمل معنى التعجب، فذهب سيبويه، وجمهور البصريين، إلى أنها زائدة مع الفاعل، مثلها في " كفى بالله شهيداً " . وذهب الفراء والزجاج، ومن قال بقولهما، إلى أنها زائدة مع المفعول
- والسين عند البصريين حرف مستقل. وذهب الكوفيون إلى أنها مقتطعة من سوف كما قالوا: سو، وسي، وسف. واختاره ابن مالك. قال: لأنه أبعد عن التكلف، ولأنهم أجمعوا على أن هذه الثلاثة فروغ سوف، فلتكن السين كذلك.
- اختلف في الفاء الداخلة على إذا الفجائية، نحو: خرجت فإذا الأسد. فذهب المازني، ومن وافقه، إلى أنها زائدة لازمة. وإليه ذهب الفارسي. وذهب أبو بكر مبرمان إلى أنها فاء عاطفة، واختاره ابن جني. وذهب الزجاج إلى أنها فاء الجزاء، دخلت على حد دخولها في جواب الشرط.
- اختلف في الفاء الداخلة على الفعل المقدم معموله، في الأمر والنهي، نحو: زيداً فاضرب، وعمراً فلا تهن. فذهب قوم، منهم الفارسي، إلى أنها زائدة. وذهب قوم إلى أنها عاطفة، وقالوا: الأصل في نحو زيداً فاضرب: تنبه فاضرب زيداً. فالفاء عاطفة على تنبه، ثم حذف الفعل المعطوف عليه، فلزم تأخير الفاء، لئلا تقع صدراً. فلذلك قدم المعمول عليها.
.... يتبع إن شاء الله
(1) إن جميع الصفات ثابتة لله تعالى على مبدأ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، على غير مثال للمخلوق ، فثبت صفة المجيئ يليق بجلاله على غير مثال للمخلوق .قال الشافعي رحمة الله : نحن كُلفنا بالإيمان ، فعلينا أن نؤمن بصفات الله على ما لا يليق بالله على مراد الله ، وليس علينا أن نكيف ، إذ الكيف ممنوع على الله سبحانه .