زياد أبو رجائي
قال تعالى : وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا ( البقرة :26)
{ وَأَمَّا }
حرف متضمنٌ لمعنى الشرط ، ولذلك يجاب بفعل مسبوق بالفاء ( وفعلُه بمنزلة مهما يكن من شيء ) . وفائدته في الكلام أن يعطيه زيادة تأكيد وتفصيلُ ما في نفس المتكلم من الأقسام
حرف متضمنٌ لمعنى الشرط ، ولذلك يجاب بفعل مسبوق بالفاء ( وفعلُه بمنزلة مهما يكن من شيء ) . وفائدته في الكلام أن يعطيه زيادة تأكيد وتفصيلُ ما في نفس المتكلم من الأقسام
ولتوضيح ذلك بمثال ؛ تقول : زيد ذاهب . فإذا قصدت 1- تاكيد ذلك 2- وأنه لا محالة ذاهب 3- وأنه بصدد الذهاب 4-وأنه منه عزيمة قلت : أمّا زيد فذاهب .
ولذلك قال سيبويه في تفسيره : مهما يكن من شيء فزيد ذاهب : وهذا التفسير يؤذن لفائدتين : بيان كونه توكيداً ، وأنه في معنى الشرط .
قال ابن عرفة : أراد أنه يفيد ملزومية الشرط للجزاء أي زيد ملازم للذهاب ، فكأنه لم يزل ذاهبا .
قال أبو حيان : والفاء الداخلة على جواب « أما » فحقها التقديم فيقال : أما زيد فذاهب ، لأنه هو الجواب لكنها لو قدمت للزم عليه وجود المعطوف دون المعطوف عليه .
وكذا قال الفارسي وأبو البقاء وابن هشام : « أَمَّا » فيها معنى الشرط ، والفاء كذلك فكرهوا اجتماع ( حرفي ) شرط ، كما كرهوا اجتماع حرفي تأكيد .
قال ابن عرفة : إِنَّمَا امتنع عندي لما فيه من إيهام الإتيان بالجزاء دون الشرط .
وكذا قال الفارسي وأبو البقاء وابن هشام : « أَمَّا » فيها معنى الشرط ، والفاء كذلك فكرهوا اجتماع ( حرفي ) شرط ، كما كرهوا اجتماع حرفي تأكيد .
قال ابن عرفة : إِنَّمَا امتنع عندي لما فيه من إيهام الإتيان بالجزاء دون الشرط .
فإن مجردَ عدمِ العلم بحقيته ليس بمثابة إنكارِها ، والاستهزاءُ به صريحاً وتمهيداً لتعداد ما نُعيَ عليهم في تضاعيف الجواب من الضلال والفِسقِ ونقضِ العهد وغيرِ ذلك من شنائعهم المترتبةِ على قولهم المذكور .
على أن عدمَ العلم بحقيّته لا يعمُّ جميعَهم ، فإن منهم من يعلم بها ، وإنما يقول ما يقول مكابرةً وعناداً ، وحملُه على عدم الإذعان والقبولِ الشاملِ للجهل والعنادِ تعسفٌ ظاهر .
على أن عدمَ العلم بحقيّته لا يعمُّ جميعَهم ، فإن منهم من يعلم بها ، وإنما يقول ما يقول مكابرةً وعناداً ، وحملُه على عدم الإذعان والقبولِ الشاملِ للجهل والعنادِ تعسفٌ ظاهر .