قَوْله تَعَالَى {إِلَيْهِ يصعد الْكَلم الطّيب} {تعرج الْمَلَائِكَة وَالروح إِلَيْهِ} {ورافعك إِلَيّ}
إِذا ثَبت اسْتِحَالَة الْجِهَة فِي حَقه تَعَالَى وَجب تَأْوِيل هَذِه الْآيَات وَأَن المُرَاد يصعد ويعرج إِلَى مَحل أمره وإرادته أَو أَن المُرَاد بالمعارج الرتب والدرجات كَمَا ورد فِي دَرَجَات الْجنَّة وَلَيْسَ المُرَاد بِهِ الدَّرَجَات الَّتِي هِيَ مراقي من سفل إِلَى علو الرُّتْبَة والمنازل عِنْده تَعَالَى وَفِي إفاضات النعم فِي الْجنَّة وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {ورافعك إِلَيّ} وَقَوله {بل رَفعه الله إِلَيْهِ} إِلَى مَحل كرامته كَمَا يُقَال رفع السُّلْطَان فلَانا إِلَيْهِ لَيْسَ المُرَاد مَكَانا وَلَا جِهَة علو بل قرب رُتْبَة ومنزلة
الايضاح لابن جماعة ص111