اتفق السلف على تفويض الصفات (معنى وكيف) نقل الاصبهاني(336 - 430 هـ) في كتابه (الحُجة في بيان المحجة 1/259)) :
(اجتمع الأئمة على أن [ تفسيرها قراءتها]، قالوا: أمروها كما جاءت )أهـ
وقراءتها اي مجرد التلفظ بها دون تفسيرها والقيام بفعل القراءة (فقط)... أي: تفويض المعنى و تفويض الكيف.. كما نقل ذلك عن ام سلمة رضي الله عنها [الكيف غير معقول] وهو قول مالك
قال ابن جماعة في ايضاح الدليل (ص99):
إِن كل عَاقل يعلم أَنه لَيْسَ لله تَعَالَى فِي كل صدر مُؤمن أصبعان وَأَن ذَلِك مؤول قطعا بِمَا سَنذكرُهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَمِنْهَا كنت سَمعه الَّذِي يسمع بِهِ وبصره الَّذِي يبصر بِهِ وَيَده الَّتِي يبطش بهَا وَإِن تقرب مني شبْرًا تقربت مِنْهُ ذِرَاعا وَإِن أَتَانِي يمشي أَتَيْته هرولة
وَكَذَلِكَ قَوْله مَرضت فَلم تعدني واستطعمتك فَلم تطعمني واستكسوتك فَلم تكسني أَنا جلس من ذَكرنِي الْكِبْرِيَاء رِدَائي وَالْعَظَمَة إزَارِي
كل ذَلِك لَا يشك عَاقل لَا يرتاب أَن ظَاهر ذَلِك غير مُرَاد وَمن خالجه عقله بِخِلَاف مَا قُلْنَاهُ فَغير مُسْتَحقّ لخطاب أورد جَوَاب
وَكَذَلِكَ الْحجر الْأسود يَمِين الله فِي أرضه
وَاتفقَ السّلف وَأهل التَّأْوِيل على أَن مَا لَا يَلِيق من ذَلِك بِجلَال الرب تَعَالَى غير مُرَاد كالقعود والاعتدال وَاخْتلفُوا فِي تعْيين مَا يَلِيق بجلاله من الْمعَانِي المحتملة)أهـ