الله ~ الله ~ الله
ولو قدرتُ على الإتيان جئتـُكم....
سعياً على الوجه أو مشياً على الرأس
ولا هممت بشرب الماء من عطش .... إلا رَأَيْتُ خيالاً منك في الكـــأس
جاءني السؤال التالي من احد الاصدقاء عن الحلاج:
والجواب سطرته هناك:
ليس دفاعا عن الحلاج ..بل من اجل البحث عن الحقيقة التي غابت.. بفعل السياسة .. وان كان الحلاج ذكر قولا كفريا او الظاهر عليه الكفر فانا لا احب هذه الطريقة الصريحة حتى لو كانت النية سليمة كان يفترض على الحلاج رحمه الله ان يسكت ويصمت وان يبقى ذلك تقية في تفسه ... ان صحت الاخبار عنه!!
ان قتل الحلاج كان سياسيا من الدرجة الاولى ... استغلوا بعض العبارات الموهمة وحاكموه عليها على الرغم ان الجميع يعرف ان للصوفية مصطلحات خاصة بهم .... يقال انه قال ما في الجبة الا الله ..فظنوا بعقولهم الصغيرة ان ذات الله تختبىء في جبته وبالتالي هو يدعي الالوهية!! والخقيقة ان الصوفية عامة والحلاج خاصة عندما يقولون انهم لا يرون في هذا الوجود الا الله فهم ينظرون الى العالم على انه احدى مظاهر تجليات الله سبحانه وتعالى ... اما قول الحلاج ذلك في حالة الفناء الكلي كان يفترض ان تكون كا قال فيه رسول الله عن الاعرابي الذي ضاعت منه دابته في صحراء فنام تحت شجرة ولنا استيقظ قال وهو في حالة الذهول لانه اضاغ الدابة وعليها شرابه وطعامه فظن انه سيموت !! فلما استيقظ وجدها ( ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح ) رواه مسلم
لا شك ان كلامه كفر كيف يكون ربا والله عبدا ومع هذا جاء في الحديث اما يعكس لنا صورة جليلة وهي تقديم الاعذار لمثل هؤلاء الذين يتكلمون في حالات غير طبيعية .... والله اعلم
ان من صدر منه قول كفر او يلزم منه كفرا يفترض ان يستتاب فيحضر ويوقف على لازم قوله فان قاله فهما وهو في حالة طبيعية فانه يكون مرتدا .... وهذا لم يحصل مع الحلاج ....بل اخذوه وحكموا عليه بالقتل فورا !! كما جاءت الروايات:
((وقد ذاعت شهرته وأخباره وراج أمره عند كثير من الناس، حتى وصلت لوزير المقتدر بالله الخليفة العباسي أخبار ادعاء الحلاج للنبوة، فقبض عليه فـ [ أنكر ما نسب إليه] فوضعوه في السجن فترة ثم صلبوه حيًا صلب تشهير، ثم أعيد للسجن ثم أطلق فلم يرتدع عن غيه ولا طريقته ووصل الأمر لأن ادعى الربوبية وأضل خلقًا كثيرًا من غلمان بيت الخليفة والوزراء ومن الخدم والحشم، بل أضل نصر القشوري حاجب الخليفة نفسه، وظهرت طائفة بالعراق تكون عن الحلاج أنه إله وإنه يحي الموتى والجن مسخرون له.
فتم القبض على عدد من أتباعه فأقروا بالأمر واعترفوا عليه بأنه يدعي الربوبية والألوهية، فلما واجهوه بالشهود {أنكر بشدة وتبرأ منه وجعل لا يزيد على الشهادتين والتوحيد} ))
تأمل قل وفعل الحلاج بعد مواجهته بالاتهام بالنبوة واتهامه بالربوبية:
1. [ أنكر ما نسب إليه]
2. {أنكر بشدة وتبرأ منه وجعل لا يزيد على الشهادتين والتوحيد}
3. وجاء في اخباره ايضا:
حين جيء بالحلاّج ليصلب، ورأى الخشب والمسامير "ضحك كثيرًا حتّى دمعت عيناه"ثمّ التفت إلى القوم طالبًا سجادة ليفرشوها له، فصلّى ركعتين وتلا آيات من القرآن.
فهل يعقل انه كافر وادعى الالوهية ...وهو يصلي لله ويتلو القران قبل صلبه ؟؟!!
4. نأمل قول الحلاج وهو في السجن نقله عنه خادمه :وأنتَ الذي في السماء إلهٌ وفي الأرض إلهٌ،
تتجلّى لِما تشاء مثل تجلّيك في مشيئتك كأحسن الصورة،
والصورة فيها الروح الناطقة بالعلم والبيان والقدرة،
ثمّ أَوعزتَ إلى شاهدك الآني في ذاتكَ الهوى اليسير،
كيف أنت إذا مثلت بذاتي، عند عقيب كرّاتي، ودعوتَ إلى ذاتي بذاتي،
وأبديتَ حقائق علومي ومعجزاتي،
فهل هذا زنديق كما ادّعوا ؟؟!!
5. تأمل ماذا يقول عنه ابن الرومي وهو صوفي يفهم مصطلحات القوم :قال عنه جلال الدين الرومي "لقد بلغ الحلاّج قمّة الكمال والبطولة كالنسر في طرفة عين".
