كما قلت مرارا هنا في المدونة وعلى صفحتي في الفيسبوك ان منهج السلف في تناول النصوص التي تتحدث عن الصفات قد تحدد معالمه كالتالي وللمسلم الحق في اختيار ما يناسبه في ذلك اما تفويض بشرط جازم الكيف والمعنى ترد الى علم الله في مراده في المعنى ...
وجميع المسلمين اتفاقا انه لا يجوز تعطيل اي من احاديث رسول الله لذلك متفقون على تثبيت اللفظ كما هو قراءة دون تفسير او تأويله انسجاما مع قوله تعالى (ليس كمثله شيء)
فالتثبيت هو تثبيت اللفظ كلفظ خاويا من اي معنى قد يؤدي الى تفسيره بمعنى الجارحة او اي تفسير يؤول الى معنى من معاني المخلوقات تعالى الله عما يقول الجاهلون
فكما ترى؛ من يثبت اللفظ بالمعنى فانه يخرج مما اتفق عليه اهل السنة والجماعة وان قال ان الصفة لا تشبه المخلوقات وان اشتركا في المعنى ... لان ذلك تجسيما من نوع اخر ..سبحان الله تعالى
اذن المنهج السني المتبع هو:
- تفويض الكيف والمعنى : اي قراءتها دون تفسير والاكتفاء بقراءتها دون ان نثبت اللفظ على حقيقته كما يفعل الشيخ ابن تيمية واتباعه بل محض قراءتها كما جاءت عن السلف ونقل الاجماع على ذلك
نقل الاصبهاني(336 - 430 هـ) في كتابه (الحُجة في بيان المحجة 1/259)) : فقد (اجتمع الأئمة على أن [ تفسيرها قراءتها]، قالوا: أمروها كما جاءت )أهـ
- تاويل المعنى بما يليق به تعالى كما فعل امام دار الهجرة الامام النجم مالك رضي الله عنه...
روى محمَّد بن عليٍّ الجبليُّ -وكان من ثِقَاتِ المسلمين بالقيروان- قال: حدَّثنا جامع بن سوادة بمصر قال: حدَّثنا مطرِّفٌ عن مالكِ بن أنسٍ أنه سئل عن الحديث: «إِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِي اللَّيْلِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا»، فقال مالكٌ: «يتنزَّل أمرُه»، وقد يحتمل أن يكون كما قال مالكٌ -رحمه الله- على معنى أنه تتنزَّل رحمتُه وقضاؤه بالعفو والاستجابة، وذلك مِن أمره أي: أكثرُ ما يكون ذلك في ذلك الوقت واللهُ أعلم»(«التمهيد» لابن عبد البرِّ (٧/ ١٤٣).)