سألني احد الشباب عن معنى حديث : اذا احب الله عبدا لا يضره ذنبٌ ... وقول احد العارفين من سبقت له العناية لا تضره الجناية
والجواب :
نعم اخي صحيحة العبارات وهي على منوال حديث (لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) وحديث «قد غفرت لعبدي فليعمل ما يشاء» والتاويل الذي اراه صحيحا او اكثر دقة وهو ان الله في سابق علمه علم ان هؤلاء يموتون على التوبة من كل ما اقترفته انفسهم من حيث طبيعتها البشرية ...!
وتاويل اهل السنة لهذه الاخبار :
1. الغفران من كل من أذنب وتاب وعاد
2. وقالوا هذا حكمه في الاخرة اما في الدنيا يحاسب على ما اقترفه من معاصي...
3.إنما هي لعلمه سبحانه وتعالى بما يموت عليه المبشر
ولا تعني ان افعلوا السيئات لانكم مغفور لكم!!
هذا ولا يعقل ان يتجرأ ولي من الاولياء على معصية الله او ينتهك حرماته لكنه واقع بما يقع به كل الناس من جراء بشريته التي خلقها الله في النفوس فهناك النفس الامارة بالسوء واللوامة لانه تقع بالصفات المجبول عليها الانسان بشكل عام وليس المؤمن فحسب وهي طبيعة فيها من الشرور ما تدفعه احيانا لفعل المعاصي وربما تؤول له وتزين له انها ليست معاصي فيعمل بها ظنا منه انها ليست معاصي ... وهكذا
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري : {واتفقوا على أن البشارة المذكورة فيما يتعلق بأحكام الآخرة لا بأحكام الدنيا من إقامة الحدود وغيرها والله أعلم}
فهذا قدامة بن مظعون وهو مدني ممن شهد بدرا، وكان عمر بن الخطاب قد حدّه في الخمر!.
وهذا النعيمان بن مالك بن النجار الأنصاري.ممن شهد بدراً.قد حدّه النبي صلى الله عليه وسلم في الخمر
قال الامام ابن القيم في (مفتاح السعادة) : {.. من قواعد الشرع والحكمة ايضا أنّ من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الاسلام تأثير ظاهر،فإنه يُحتمل له مالا يُحتمل لغيره ويُعفى عنه مالا يُعفى عن غيره فإن المعصية خبث