السؤال : بعض السلفية يفطرون قبل الآذان بعشر دقائق من توقيت التقويم المعمول به في البلاد الاسلامية ... اقول وبالله أصول وأجول:
لو فهموا جيدا فقه الائمة لما قالوا ما قالوا ولو صاموا وافطروا مع جماعة المسلمين!! بدلا من المخالفة للأمة جمعاء.. فمغيب الشمس في الارض المستوية لا يعتبر مغيبا في اعالي الجبال...!!
[1] . اتفق السادة فقهاء المذاهب الاربعة (المالكية والشافعية والاحناف والحنابلة) على ان العبرة في غياب قرص الشمس كاملا بموضع لا جبال فيه واختفاؤه. خلف الافق لا من رأى ضوءها !! .. ويترتب على هذا وجوب عدم رؤية شعاع الشمس !
[2] . اتفق الجمهور ( المالكية والشافعية والحنابلة وقول للحنفية) ان غياب شعاع الشمس لا يمكن تحقق غيابه كليا الا اذا غاب عن المناطق المرتفعة وعليه قالوا:
يتوقف فطر سكان الأماكن المنخفضة على تحقق غيبة الشمس عند سكان الأماكن المرتفعة .... وأسقطوا هذا القياس على المدن
واكتفى اهل العلم في المدن لعدم التيقن من غياب قرص الشمس والاغلب تعذّر ذلك فيمكنه الاستدلال على غروبها باختفاء أشعتها التي تكون على الجدران العالية او الجبال قال النووي : " وأمَّا في العمران .. : فالاعتبار بأن لا يُرى شيءٌ مِنْ شُعَاعِهَا عَلَى الْجُدَرَانِ (المجموع 3/29)... وقال ابن عبدالبر : على هَذَا إِجْمَاعُ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ (التمهيد 10/62)
[3] . انفرد السادة الاحناف وهو المشهور من المذهب بعدم اشتراط غياب اشعة الشمس في المرتفعات لصحة افطار (اهل المناطق المنخفضة) ... فكلٌ يصوم حسب مكان وغياب قرص الشمس حسب مكانه.. فلكل صائم حكم المكان الذي هو فيه .. ولا يجوز اسقاط وقت مغيب الشمس في الصحراء على الاحياء الشعبية المرتفعة فلا يفطر حتى تغرب الشمس عن المكان الذي هو فيه ، سواء غابت في مكان آخر أم لا...
قال ابن عابدين في حاشيتة (2/420).: " وَمَنْ كَانَ عَلَى مَكَان مُرْتَفِعٍ كَمَنَارَةِ إسْكَنْدَرِيَّةَ : لَا يُفْطِرُ مَا لَمْ تَغْرُبْ الشَّمْسُ عِنْدَهُ ، وَلِأَهْلِ الْبَلْدَةِ الْفِطْرُ إنْ غَرُبَتْ عِنْدَهُمْ قَبْلَهُ
[4] . قلت : وبقول السادة الاحناف اقول ... فعلى سكان الجبال المرتفعة او الابراج ناطحات السحاب او المسافرين على الطائرات ان يفطروا على غياب الشمس حقيقة في مكانهم ولا يفطرون حسب البلد الذي يطيرون فوقه..
ويكفي البلاد الاسلامية انها تعلن مع مواقيت الصلاة عبارة : مع مراعاة فرق التوقيت في الاماكن الاخرى.....
.
________________
دليل الجمهور :
1. كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان صائما أمر رجلاً فأوفى على نَشَزٍ- أي مرتفع- فإذا قال: قد غابت الشمس أفطر (صححه الحاكم ووافقه الذهبي)
2. عمل الصحابة ابن عباس وانس بن مالك
كان ابن عباس في رمضان إذا أمسى بعث ربيبا له يصعد ظهر الدار فلما غربت الشمس أذن فيأكل ونأكل فإذا فرغ أقيمت الصلاة فيقوم يصلي ونصلي معه)
وكان أنس يُصعِد الجارية فوق البيت فيقول إذا استوى الأفق فأذنيني)
دليل الاحناف:
لحديث عند البخاري ومسلم : عن ابن أبي أوفى رضي الله تعالى عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر (في شهر رمضان) فقال لرجل (بلال) انزل فاجدح لي (اي اسقني بشراب) قال يا رسول الله الشمس ! وفي رواية (لو أمسيت) أي: هذه الشمس يعني ما غربت الآن فلو تأخرت حتى يدخل المساء....
قال انزل فاجدح لي قال يا رسول الله الشمس
قال انزل فاجدح لي
فنزل فجدح له فشرب ثم رمى بيده ههنا ثم قال إذا رأيتم الليل أقبل من ههنا فقد أفطر الصائم
في مسلم : فلما غابت الشمس وفي للبخاري: فلما غربت
ولفظ: غربت، يفيد معنى زائدا على معنى: غابت
ظن بلال أن الفطر لا يحل إلا بعد ذلك، لما رأى من ضوء الشمس ساطعا، وإن كان جرمها غائبا ولغلبة اعتقاده أن ذلك نهار يحرم فيه الأكل وخوفا ان النبي لم ينظر الى ذلك الضوء
.
..... يتبع مسألة الامساكية قبل الاذان...
وما توفيقي الا بالله العلي العظيم
.
كتبه : زياد حبوب ابو رجائي