كلام نفيس جداً من إمام من أئمة أهل السنة العلامة شهاب الدين الألوسي رحمه الله في تفسيره روح المعاني قال:
لا أرى بأساً في التوسل إلى الله تعالى بجاه النبي ﷺ عند الله تعالى حياً وميتاً :
ثم قال :
(❶). ويراد من الجاه معنى يرجع إلى صفة من صفاته تعالى ، مثل أن يراد به المحبة التامة المستدعية عدم رده وقبول شفاعته
فيكون معنى قول القائل : إلهي أتوسل بجاه نبيك ﷺ أن تقضي لي حاجتي = إلهي اجعل محبتك له وسيلة في قضاء حاجتي ، ولا فرق بين هذا وقولك : إلهي أتوسل برحمتك أن تفعل كذا إذ معناه أيضاً إلهي اجعل رحمتك وسيلة في فعل كذا
بل لا أرى بأساً أيضاً بالإقسام على الله تعالى بجاهه ﷺ بهذا المعنى ، والكلام في الحرمة كالكلام في الجاه
(❷) . نعم لم يعهد التوسل بالجاه والحرمة عن أحد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم ولعل ذلك كان
1. تحاشياً منهم عما يخشى أن يعلق منه في أذهان الناس إذ ذاك وهم قريبو عهد بالتوسل بالأصنام شيء ، ثم اقتدى بهم من خلفهم من الأئمة الطاهرين
[قياساً بـ] وقد ترك رسول الله ﷺ هدم الكعبة وتأسيسها على قواعد إبراهيم لكون القوم حديثي عهد بكفر كما ثبت ذلك في «الصحيح»
(❸) . وهذا الذي ذكرته إنما هو لدفع الحرج عن الناس والفرار من دعوى تضليلهم كما يزعمه البعض في التوسل بجاه عريض الجاه ﷺ
.
(روح المعاني للعلامة الألوسي 297/3)
.
.................................................
الحمد لله على الاسلام والسنة
زياد حبوب ابو رجائي
#مجالس_المذاهب .