بسم الله الرحمن الرحيم وبه استعين
التاكيد بالمصدر
من حيث تؤكد بالمصدر تكون قد جعلت الفعل معتمدا عليه في الكلام لا يؤكد من الكلام الا موضع الاعتماد
التاكيد بالمصدر رفع للمجاز في الامر العام لتحقق الفعل اي يثبت حكمه على الحقيقة.
لو الغينا الفعل مع التاكيد بالمصدر لأدى ذلك الى التناقض وذلك انك تكون معملا للفعل ملغي له في حين واحد.
ومن حيث تؤكد بالمصدر تكون قد جعلته اي الفعل معتمدا عليه في الكلام. فيكون واقع على سبيل الحقيقه لا المجاز ..
اما اعتراضهم بقوله تعالى ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وقوله تعالى واكيد كيدا . فان ذلك كله مجاز مع وجود التاكيد بالمصدر ولهذا قال بعضهم التاكيد بالمصدر يدفع المجاز في الامر العام يريد الغالب .
والحقيقة انه ليس مجازا كما يقولون ويجاب عنه بانه قصد فيه المبالغه باجرائه مجرى الحقيقه فاكده بالمصدر .. وهذه قمة البلاغة ..
التاكيد بالمصدر مفيد لازاله الشك ولهذا نقول تحقق لفعل اي اصبح على الحقيقه والا ما فائده التاكيد فناسب التاكيد مناب الثبوت الذي ظهر من زيادة المعنى مظنة التكرار في التاكيد بالفعل لأن التكرار مظنة الضعف وركاكة في الكلام لانه يدخل في حيز الاطناب المذموم
فاتى المصدر لرفع المجاز وتعيين اراده الحقيقه فقولنا قام زيد يعمل لا تحتمل الحقيقه ان القيام لان الفعل ذلك لان الفعل ذاته يحتمل أوجه كالارادة مثلا كقوله تعالى والذين امنوا اذا قمتم الى الصلاه فاغسلوا وجوهكم لم يفهموا حقيقه الوضوء عند كل صلاه افضل ما قال القائلين في الرسول الله صلى الله عليه وسلم انت ولا مانع ان تصلي في البيت
والتاكيد بالمصدر يقوم مقام الثبوت فيه وهذا مستفاد كون المصدر اسما له خاصية الثبوت بعكس الفعل الي يفيد التجدد
ثم خلافنا مع الوهابية اننا لا نتجاوز اللغة في قلب الفعل الى حقيقة لان التأكيد كما قلنا متسلط على الفعل وليس على الفاعل فيرفع التجاوز عن الحديث عن الكلام لا عن المتكلم
لذلك هم قالوا بانه بصوت وحرف جريا على انه على سبيل الحقيقة فخطؤهم انهم الحقوا التأكيد للفاعل وليس للفعل وهو حقه كما يقول اهل الاختصاص .