قوله تعالى : { ۚ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}
سبحانه وتعالى كل يوم أي زمن هو في شأن أي أمر يظهره على وفق ما قدره في الأزل من إحياء وإماتة وإعزاز وإذلال وإغناء وإفقار إلى غير ذلك فله تدبير كل شيء في الوجود
الشان ما نحن فيه وهو يخلقه ... وليس يخلق شيئاً ليس يعلمه
وهذا إخبار عن غناه عما سواه وافتقار الخلائق إليه في جميع الآنات .وهو الزمان الفرد الذي لا ينقسم
والآية تقتضي إختلاف التوجهات الإلهية في هذه الأفعال كذلك أي أريد توجه الحق عليها بالإيجاد
فالتوجه الذي حرّك القمر في فلكه ليس هو التوجه الذي حرّك الشمس ولا غيرها من الكواكب والأفلاك ولو لم يكن الأمر كذلك لكانت السرعة أو الإبطاء في الكل على السواء.
إنما اختلفت التوجهات لإختلاف المقاصد فلو كان قصد الحركة القمرية بذلك التوجه عين قصد الحركة الشمسية بذلك التوجه لم يتميز أثر عن أثر والآثار بلا شك مختلفة
فالتوجيهات مختلفة لإختلاف المقاصد فتوجهه بالرضى عن زيد غير توجهه بالغضب على عمرو فإنه قصد تعذيب عمرو وقصد تنعيم زيد.
لذلك اختلاف المقاصد يقتضي اختلاف التجليات الالهية
فإن التجليات لو كانت في صورة واحدة من جميع الوجوه لم يصح أن يكون لها سوى قصد واحد وقد ثبت إختلاف القصد فلا بدّ أن يكون لكل في صورة واحدة من جميع الوجوه لم يصح أن يكون لها سوى قصد واحد وقد ثبت إختلاف القصد فلا بدّ أن يكون لكل قصد خاص تجل خاص ما هو عين التجلي للآخر فإن الإتساع الإلهيّ يعطي أن لا يتكررّ شيء في الوجود. لذلك قال تعالى : {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ}..
يقول الشيخ أبو طالب المكيّ صاحب قوت القلوب : ( إن الله سبحانه ما تجلى قط في صورة واحدة لشخصين ولا في صورة واحدة مرّتين ولهذا اختلفت الآثار في العالم...).
.
والله اعلم