حديث الخمسين صلاة في حادثة "المعراج"
والدكتور احمد نوفل يقع في مستنقع الطعن في الصحيحين !!
مناقشة : هل تكليفنا بخمسين صلاة في اليوم والليلة يعتبر مما لا طاقة لنا به !!
الحديث في اعلى درجات الصحة وهو حجة توجب العمل وتفيد العلم. (في التعليق)
اقول :
فهل هذا مما لا يطيق !! ثم هل يجوز على الله ان يكلف ما يطيق ؟ ثم هل الرواية فيها سوء ادب كما زعم د نوفل !؟
(1) . اذا كانت تكليف خمسين صلاة مما لا تطيقه انت فلا يعني ان غيرك لا يطيق .. بل هناك من يصلي اضعاف هذا الرقم ولا يُعجز عنه !!.
(2) . الخلط بين "ما لا يطاق" وبين "التشديد وثقل العبأ" امر مستهجن جدا. لمثقف كبير فهو في غاية البساطة ولا يحتاج الى كبير عناء للتمييز
ففي رواية شريك بن أبي نمر، عن أنس التي خرجها البخاري في أخر صحيحه : (أن موسى - عليه السلام - قال له: أن أمتك لا تستطيع ذلك؛ فارجع فليخفف عنك ربك وعنهم) فهل عدم الاستطاعة تعني التحمل لانه مما لا يطيق !!؟
ولو كانت كذلك لقال له موسى لا تطيق ! ولم يستبدلها لا تستطيع
(3) نقل لنا من نثق بدينه من مسلمة بني اسرائيل ان اليهود فرضت عليهم فعلا خمسين صلاة واشياء اخرى على ما يعاضده من طلب موسى ذلك ! فلو كان فيه ما لا يطاق لطلب منه ان يرجع الى الله لا ليخفف بل ليتركه
إنما وقعت المراجعة من موسى عليه السلام لأنه كان له امة عظيمة، عالجهم اشد المعالجة، وكان عليهم في دينهم آصار وأثقال
(4) . معناها التشديد اي: لا تشدد علينا في التكاليف وذلك: ومعناه لا تُشتدِّد علينا في التَّكاليف ما لا نستطيع المقام معه
1. حتى لو سلمنا ذلك -جدلا- انه مما لا يطاق!! ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به من البلاء والعقوبة، أو من التكاليف التي لا تفي بها الطاقة البشرية وهو يدل على جواز التكليف بما لا يطاق وإلا لما سئل التخلص منه !!
2. لو أمر بخمسين صلاة، لكانوا يطيقون ذلك، ولكنه يشقّ عليهم، ولا يطيقون الإدامة على ذلك
(4) . الذي عليه اتفاق اهل السنة انه نسخ الخمسين صلاة قبل أن تُصلى بخمس صلوات تخفيفًا عن عباده، ثم تفضل عليهم بأن جعل ثواب الخمس صلوات كثواب الخمسين
(5) حتى لو كلفنا بما لا نطيق لا اعتراض على الله تعالى في أفعاله فهو يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد
فمن الذي يوجب عليه شيء وهو القائل لا يسأل عما يفعل
(6) وقول اهل السنة بتجويز تكليف بما لا يطاق على الله ومع هذا لم يحصل ولم يقع في شريعتنا ما لا يطاق
فالتجويز غير الوقوع !! وهو ارحم بعباده منهم
(7) واقصى ما استفدنا منه انه يجوز النسخ قبل الوقوع والتمكن منه أو يجوز قبل الوقوع إذا تمكن منه
ونظيره قصة ابراهيم وذبح اسماعيل في القران
وهذا قول الجمهور وقد قال بعض الحنفية : ليس من النسخ لأنه رفع الحكم لا إلى بدل ولله ان يفعل ما يشاء في ملكه ولا لاحد عليه سلطان فهو فاعل مختار كما قال لا يسأل عما يفعل
(8) . لا يجزم احدٌ من اهل السنة ان الخمسين صلاة ستكون هي الصلاة المعهودة التي نصليها الان !
كل طرف رجّح بمرجحات كثيرة لا يناسب المنشور ذكرها .....
فمنهم من حملها على الحقيقة اللغوية اي بمعنى "الدعاء"
ومنهم من حملها على الحقيقة الشرعية وهؤلاء اختلفوا هل هي المعهودة الان ام المعهودة قبل فرض الصلاة التي نعرفها هذه مع ما ثبت وصحّ ان الصلاة على مدى عشر سنوات من ادائها في المدينة قد هذّبها رسول الله حتى وصلت الى ما نحن عليه
فمثلا كانوا لا يصلون على النبي بل يسلمون حتى نزلت اية {إن الله وملائكته يصلون على النبي} فسأل الصحابة علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي فعلمهم الصلاة الابراهيمية وظاهر الاخبار انهم كانوا يقتصرون على السلام عليك ايها النبي بعد التشهد فقط ثم لحديث عقبة بن عامر: لما نزلت فسبح باسم ربك العظيم قال صلى الله عليه وسلم: اجعلوها في ركوعكم. ولما نزلت سبح اسم ربك الأعلى قال: اجعلوها في سجودكم. .. والشواهد كثيرة على تهذيب الصلاة عبر عشر سنين .. ذكرنا بعضها على سبيل المثال لا الحصر
(9) ؟ اما الزعم انه سوء ادب لا يليق بالنبي محمد فهذا مردود عقلا وشرعا اما العقل فان الامر لا يعدو بيان لمسائل فهم اهل السنة الاشارة منها كما بينت آنقا
اما شرعا :
فعليك ان تعترض بمخاطبة الله (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ) فهل هذا سوء ادب مع رسول الله !!
مع ان الظاهر بالخطاب للنبي فهل احد من المسلمين قال ان النبي لم يتق الله!! واطاع الكافرين والمنافقين ؟!!
بل انما وقعت مثل هذه في الشرع لبيان مسائل منها ان النبي داخل في الخطاب الشامل الرباني للمسلمين .
كل ما يقع في الشرع هو بيان وتعليم ليس عبثا
انظروا كيف ينكر انه رواه سابقا وكيف انه رواه وشرحه تناقضات
.