قالت بعض الصوفية : والآية {زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ} وغيرها لتي تتحدث عن عدم تخصيص العذاب عن الكفار مخصوصة،بما جاء في صحيح مسلم، في تخفيف العذاب عن أبي طالب بسبب شفاعته صلى الله عليه وسلم له،،
وإذا خرجت المسألة عن عمومها فيبقى مسألة آخر،هل هي،،أي تخفيف العذاب عن الكفار،خاص بأابي طالب ،أو يلحق به بعض الكفار، فيحتاج إلى تخصيصه أدلة، مع أن الجيلي رضي الله عنه، قال بتخفيف العذاب عن بعضهم ليس للكل،،فيبقى المسألة اجتهاديا لأنه خرج عن عمومه
وجواب اهل السنة :
هذا كلام من يريد ان يزيّن للكفار اعمالهم -طبعا بالتلويح لا بالتصريح- .. فمسألة أبي طالب خاص به لا تتعدى لكل الكفار وتسقط من اعتبار التخصيص للايات او للاية التي هي نص قطعي : لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ
وكونه خاص بابي طالب ما رواه الترمذي واحمد : الشفاعة في أهل بيته أن لا يعذب منهم أحدًا. عن أبي سعيد قال الترمذي: حسن صحيح
وعمدة من قال ذلك مردود جملة وتفصيلا جملة كونه نصا ظاهرا وهي الاية : { ولكل درجات مما عملوا} أي ولكل عامل من طاعة اللّه أو معصيته مراتب ومنازل من عمله يبلغه إياها ويثيبه بها إن خيراً فخير وإن شراً فشر
والقطعي يتقدم عن الظني !!
وكونه ظاهر فهو ظاهر!! كون ان الاية لا تتكلم عن العذاب صريحا وانما تناولته من جهة الدرجة والمنزلة!!
وثانيا ان هذا التخفيف - ان فرضنا !! ان هذه الاية ظاهرها تخفيف الالم - فهي محمولة على الاعمال الصالحة لهم في الدنيا والشاهد قوله تعالى فيها {مما عملوا} فجوّز اهل السنة ان يكون تخصيص التخفيف -ان سلمنا جدلا- واقع على اثابتهم مقابل اعمالهم لا على اصل العذاب الذي لا يخفف بدلالة النص القطعي لا يخفف!!
فالاية تبقى على عمومها وتأويلها تعسف لا يقبل
والمسألة لها تعلق بمسألة حبوط الاعمال بالكفر ( وهي مسألة خلافية بيننا وبين المعتزلة ) واقتصروا على التخفيف على المسلمين اهل الكبائر المخلدون في النار بحسب زعمهم!!
لأن الراحة المثبتة لهم تحصل لهم في الدنيا في حال حياتهم كما قال الزمخشري
فكنا نحن اهل السنة امة وسطا بين المعتزلة والخوارج الذين قالوا بحبوط العمل كليا عن كل من دخل النار وابقوا الاية على عمومها..
والمسألة لها تعلق بمسألة هل الكفار مخاطبون بفروع الشريعة ام لا وهو خلاف كذلك في المذهب الاشعري واهل السنة بالعموم فمن قال بلا فقد الغى تخصيص اية الدرجات لاية التخفيف وجمهور اهل السنة على انهم مخاطبون بالفروع ...
قال البيجرمي عند حديث (الاختصارُ في الصَّلاةِ راحةُ أهلِ النَّارِ) عند من صحح الحديث كابن الملقن والسيوطي وصححه ابن حبان في صحيحه والمنذري وغيرهم وضعفه اخرون كابن حجر والعيني وغيرهم قال في حاشيته على الخطيب : اهل النار في الحديث يعني اليهود لأن ذلك عادتهم في العبادة وهم أهلها، فنحن نكره ذلك لأنه فعل الكفار والمشركين وراحة أهل النار والشيطان وليس المراد أن لأهل جهنم راحة لقوله تعالى: {لا يخفف عنهم العذاب} ... وقال القاضي: إن أهل النار إذا تعبوا من القيام في الموقف يستريحون من القيام بالاختصار. اهـ (الحاشية 93/2) والشاهد ان هذا يكون قبل دخولهم جهنم
قال البيجرمي عند حديث (الاختصارُ في الصَّلاةِ راحةُ أهلِ النَّارِ) عند من صحح الحديث كابن الملقن والسيوطي وصححه ابن حبان في صحيحه والمنذري وغيرهم وضعفه اخرون كابن حجر والعيني وغيرهم قال في حاشيته على الخطيب : اهل النار في الحديث يعني اليهود لأن ذلك عادتهم في العبادة وهم أهلها، فنحن نكره ذلك لأنه فعل الكفار والمشركين وراحة أهل النار والشيطان وليس المراد أن لأهل جهنم راحة لقوله تعالى: {لا يخفف عنهم العذاب} ... وقال القاضي: إن أهل النار إذا تعبوا من القيام في الموقف يستريحون من القيام بالاختصار. اهـ (الحاشية 93/2) والشاهد ان هذا يكون قبل دخولهم جهنم
وقد نص رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدم التخفيف نصا في حديث في الصحيحين متفق عليه قال ابن عباس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يُحشر المصورون يوم القيامة، ويقال لهم انفخوا الروح فيما خلقتم، فما هم بنافخين، ولا يخفف عنهم العذاب. فاذا كان هذا في المصورين فكيف بمن ثبت كفره بقينا ومات عليه !!
قال المناوي في فيض القدير ردا على قول ابن عربي الحاتمي :
وما ذكره من أن ابن العربي يقول إنه لا يعذب بها أصلا ممنوع فإن حاصل كلامه ومتابعيه أن لأهل النار الخالدين فيها حالات ثلاث الأولى أنهم إذا دخلوها سلط العذاب على ظواهرهم وبواطنهم وملكهم الجزع والاضطراب فطلبوا أن يخفف عنهم العذاب أو أن يقضى عليهم أو أن يرجعوا إلى الدنيا فلم يجابوا والثانية أنهم إذا لم يجابوا وطنوا أنفسهم على العذاب فعند ذلك رفع الله العذاب عن بواطنهم وخبت نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة. والثالثة أنهم بعد مضي الأحقاب ألفوا العذاب واعتادوه ولم يتعذبوا بشدته بعد طول مدته ولم يتألموا به وإن عظم إلى أن آل أمرهم إلى أن يتلذذوا به ويستعذبوه حتى لو هبت عليهم نسيم من الجنة استكرهوه وعذبوا به كالجعل وتأذيه برائحة الورد: عافانا الله من ذلك...... قال ابن حجر: لكنه مخالف للقرآن قال تعالى {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} وأجيب باحتمال أن هذا من خصائص المصطفى صلى الله عليه وسلم وبأن منع التخفيف إنما يتعلق بذنب الكفر لا غيره وبذلك يحصل التوفيق بين هذا .(الفيض: 39/1)
قال المناوي في فيض القدير ردا على قول ابن عربي الحاتمي :
وما ذكره من أن ابن العربي يقول إنه لا يعذب بها أصلا ممنوع فإن حاصل كلامه ومتابعيه أن لأهل النار الخالدين فيها حالات ثلاث الأولى أنهم إذا دخلوها سلط العذاب على ظواهرهم وبواطنهم وملكهم الجزع والاضطراب فطلبوا أن يخفف عنهم العذاب أو أن يقضى عليهم أو أن يرجعوا إلى الدنيا فلم يجابوا والثانية أنهم إذا لم يجابوا وطنوا أنفسهم على العذاب فعند ذلك رفع الله العذاب عن بواطنهم وخبت نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة. والثالثة أنهم بعد مضي الأحقاب ألفوا العذاب واعتادوه ولم يتعذبوا بشدته بعد طول مدته ولم يتألموا به وإن عظم إلى أن آل أمرهم إلى أن يتلذذوا به ويستعذبوه حتى لو هبت عليهم نسيم من الجنة استكرهوه وعذبوا به كالجعل وتأذيه برائحة الورد: عافانا الله من ذلك...... قال ابن حجر: لكنه مخالف للقرآن قال تعالى {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} وأجيب باحتمال أن هذا من خصائص المصطفى صلى الله عليه وسلم وبأن منع التخفيف إنما يتعلق بذنب الكفر لا غيره وبذلك يحصل التوفيق بين هذا .(الفيض: 39/1)