الانتصار للنبي المختار ان والديه ليسا في النار
الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة وبعض الاحناف ان : أهل الفترة لا يعذبون وهم في الجنة
قال ابن عابدين الحنفي :أما الماتريدية، فإن مات قبل مضي مدة يمكنه فيها التأمل ولم يعتقد إيمانا ولا كفرا فلا عقاب عليه
اما البخاريون من الماتريدية وافقوا الأشاعرة، وحملوا قول الإمام لا عذر لأحد في الجهل بخالقه على ما بعد البعثة، واختاره المحقق ابن الهمام في التحرير
قال العجلوني في كشف الخفاء :وقد أطبقت الأشاعرة من أهل الكلام والأصول ... على أن من مات ولم تبلغه الدعوة يموت ناجيا.
ومنهم : السيوطي والقرطبي وابن العربي والشنقيطي والعليمي الحنبلي وابن شاهين ، والخطيب البغدادي ، والسهيلي ، والطبري وابن المنير وابن حجر الهيتمي ، والعجلوني بعد ان اختاروا حديث: (دعا الله أن يحيي له أبويه فأحياهما له فآمنا به وصدقا وماتا مؤمنين).صححه الإمام القرطبيّ، والحافظ ابن المنير.قول ابن حجر: حديث صحيح.
وقد توقف في الحكم الفاكهاني والسخاوي وشمس الحق العظيم آبادي والمباركفوري وابن عابدين واخرون
بعض الادلة والشبهات والرد عليها
___________________
(1) قال الله تعالى:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}
الاية : قطعية الدلالة محكمة لا مجال فيها ان تكون من المتشابهات فلا يحتمل غير ما يدل عليه لفظه بالمطابقة ومن حملها على التعذيب الدنيوي هو خلاف ظاهر الاية وهي على عمومها اي انتفاء التعذيب مطلقا
(2) يتصف الله ويمدح بكمال الصفات
وهذا من العدل ولو عذب احدا بغير حجة عليه كارسال الرسل {ئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } فان هذه الصفة الكمالية بحق الله سبحانه وتعالى تختلّ ...
وهذا من العدل ولو عذب احدا بغير حجة عليه كارسال الرسل {ئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } فان هذه الصفة الكمالية بحق الله سبحانه وتعالى تختلّ ...
(3) ان العرب قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم من اهل الفترة وهم معذورون
بعدم بلوغهم الدعوة والشاهد قوله تعالى {لتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ} وقال تعالى {لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ}
بعدم بلوغهم الدعوة والشاهد قوله تعالى {لتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ} وقال تعالى {لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ}
فلم ينذروا (قريش) قبل الرسول.. وعلى ذلك الشافعية والمالكية وكثير من الاحناف فلا يلزم أن أبوي النبي بلغتهما النذارة...
(4) ان نسبه الشريف طاهر بخلاف المشركين
فانهم نجس لقوله تعالى {إِنَّمَا المُشرِكُونَ نَجَسُ} ولقوله صلى الله عليه وسلم «لم أزل أنتقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات» واسناده حسن.. فوصف رسول الله أصوله بالطاهرة والطيبة وهما صفتان منافيتان للشرك. كما ترى... قال الإمام الرازي:فى تفسيره .( إن جميع آباء محمد صلى الله عليه وسلم كانوا مسلمين)
فانهم نجس لقوله تعالى {إِنَّمَا المُشرِكُونَ نَجَسُ} ولقوله صلى الله عليه وسلم «لم أزل أنتقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات» واسناده حسن.. فوصف رسول الله أصوله بالطاهرة والطيبة وهما صفتان منافيتان للشرك. كما ترى... قال الإمام الرازي:فى تفسيره .( إن جميع آباء محمد صلى الله عليه وسلم كانوا مسلمين)
وقد بوّب القاضي عياض في كتابه - الشفا بتعريف حقوق المصطفى - بابا سماه (شرف نسبه...)
(5) حديث مسلم ( إن أبي وأباك في النار) خبر آحاد ظني الدلالة
والقاعدة نأخذ بالمتواتر (القران) إذا عارضه ظني فلا يقوى الظني على القطعي باي حال من الاحوال ...
والقاعدة نأخذ بالمتواتر (القران) إذا عارضه ظني فلا يقوى الظني على القطعي باي حال من الاحوال ...
فعند الترجيح يقدم القطعي على الظني اي تقدم الاية على الحديث
(6) ان عبارة : "إن أبي وأباك في النار"، انفرد بإخراجه مسلم فلم يتفق على ذكرها الرواة
وإنما ذكرها حماد بن سلمة عن ثابت، وقد خالفه معمر، عن ثابت ، فلم يذكرها ولكن قال له: "إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار" فلا دلالة فيه على ان والده ، فضلا ان معمرا أثبت من حماد، فإن حمادا تكلم في حفظه، ووقع في أحاديثه مناكير، ولم يخرج له البخاري شيئا.
وإنما ذكرها حماد بن سلمة عن ثابت، وقد خالفه معمر، عن ثابت ، فلم يذكرها ولكن قال له: "إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار" فلا دلالة فيه على ان والده ، فضلا ان معمرا أثبت من حماد، فإن حمادا تكلم في حفظه، ووقع في أحاديثه مناكير، ولم يخرج له البخاري شيئا.
قال السيوطي: وأما معمر فلم يتكلم في حفظه، ولا استنكر شيء من حديثه، واتفق على التخريج له الشيخان، فكان لفظه أثبت، ثم وجدنا الحديث ورد من حديث سعد بن أبي وقاص، بمثل لفظ رواية معمر عن ثابت. وهذا إسناد على شرط الشيخين، فتعين الاعتماد على هذا اللفظ وتقديمه على غيره. حيث هو من تصرف الراوي، رواه بالمعنى على حسب فهمه..
(7) يتم التوفيق بين الحديث والاية كي لا نعطّل حديثا صحيحا
ورد في صحيح مسلم ونرده كليا لتعارضه الظاهر مع الاية كما فعل الشيخ الغزالي وابو زهرة رحمهم الله فقد رد الحديث متنا وان صح سندا ..
ورد في صحيح مسلم ونرده كليا لتعارضه الظاهر مع الاية كما فعل الشيخ الغزالي وابو زهرة رحمهم الله فقد رد الحديث متنا وان صح سندا ..
فالاسلم لي ولكم ان نجمع الروايات في هذه المسألة:
- إن لفظ [أبي] " يعني عمه أبا طالب لأن العرب تسمي العم أباً الشاهد من القران:{ قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ} واسماعيل عمه لان يعقوب بن اسحق
- ان النبي اراد ان يخفف عنه فحزن وتعاطف مع الاعرابي ولاطفه واشفق عليه لما قال له : إن أباك في النار وولّى والحزن باد عليه ، فقال النبي : " ردوه علي " فلما رجع قال له: " إن أبي وأباك في النار " حتى يطيّب خاطره...!
وهذا ما يشهد له الرواية الاخرى :
- جاء أعرابي إلى النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-فقال:إن أبي كان يصل الرحم وكان وكان فأين هو ؟ قال:(في النار)،فكأن الأعرابي [وَجَدَ] من ذلك فقال:يا رسول الله فأين أبوك؟ قال:فذكره.قال:فأسلم الأعرابي بعد ذلك..)سند صحيح رجاله كلهم ثقات
- ويشهد له رواية الامام احمد (جاء ابنا مليكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا: إن أمنا كانت تكرم الزوج، وتعطف على الولد، قال: وذكر الضيف، غير أنها كانت وأدت في الجاهلية. قال: أمكما في النار. فأدبرا والشر يرى في وجوههما، فأمر بهما فردا، فرجعا والسرور يرى في وجوههما، رجيا أن يكون قد حدث شيء، فقال: أمي مع أمكما ..)الحديث صححه الحاكم على شرط الشيخين
3. لم يثبت أن آباء النبي كانوا مشركين، بل ثبت أنهم كانوا موحدين.
(8) حديث امه صلى الله عليه وسلم :
غاية ما في الامر انه لم يؤذن له بالاستغفار لها ولم يُشر انها في النار صراحة
وعليه :
- فان ثبوت النص عنه صلى الله عليه وسلم محل نزاع كما هو ظاهر اعلاه فان القاعدة : اي دليل يتطرق اليه الاحتمال بَطُلَ به الاستدلال ...
- الخلاف قائم بين اهل السنة على ان احاديث الصحاح الآحاد في مبحث العقيدة لا تفيد العلم القطعي بل يفيد الظن
- لذلك يستحب التوقف لمن لم يقنعه هذا وألَّا يحكم عليهما بنار، والتوقف لا يعني رد الحديث كما ذكرت سابقا بل في مثل هذه المسألة او على الاقل ان من يعتقد انهم في النار الا يشنع على من اعتقد انهما ناجيان من النار وهما في الجنة سيكونان مع رسول الله ...
__________________________
ذكر ابن كثير من احاطة الروايات ان أهل الفترة : تشب لهم نار يوم القيامة في عرصات المحشر فيؤمرون باقتحامها , والله يعلم من خلقه منهم للجنة فيقتحمونها فتكون عليهم برداً ويذهب بهم ذات اليمين , ويعلم من خلقه منهم للنار فيمتنعون من دخولها فيذهب بهم ذات الشمال.
وهذا القول هو الذي حكاه الشيخ أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة والجماعة ، وهو الذي نصره الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب ( الاعتقاد } وكذلك غيره من محققي العلماء والحفاظ والنقاد.