روابة : «إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ» لا يحتج بها ... (3)
لأنها معلولة وبمعارض أثبت منه
والحديث الصحيح إذا عارضه أدلة أخرى هي أرجح منه وجب تأويله وتقديم تلك الأدلة عليه كما هو مقرر في الأصول..
بعد ان رأينا ان جمهور اهل السنة بل يكاد ان يكون شبه اتفاق ان والدي رسول الله ناجيان من النار لانهم من أهل الفترة ولم يأتيا بشرك قط
سنناقش الان في هذه السلسلة ونرد شبهات المخالفين.... على منهج المحدثين المتقدمين ومنهم الامام الشافعي
1. لم يتفق على ذكرها الرواة، وإنما ذكرها حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس، وهي الطريق التي رواه مسلم منها،
2. وقد خالفه معمر عن ثابت فلم يذكر: «إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ»، ولكن قال له: «حَيْثُ مَا مَرَرْتَ بِقَبْرِ كَافِرٍ فَبَشِّرْهُ بِالنَّارِ»، وهذا اللفظ لا دلالة فيه على والده صلى الله عليه وآله وسلم بأمر البتة
3. معمر أثبت من حيث الرواية، من حماد، وهذا مغروف في علم الرجال والجرح والتعديل والعلل الحديثية
4. والاسباب الموجبة لذلك :
1.4 : إن حمادًا تُكُلِّم في حفظه
2.4: وقع في أحاديثه مناكير
3.4: ذكروا أن رَبِيبَه دسَّها في كتبه، وكان حماد لا يحفظ فحدث بها فوهم فيها
4.4: لم يُخَرِّج له البخاري شيئًا
5.4: لم يخَرَّج له مسلم في الأصول إلا من روايته عن ثابت، قال الحاكم في "المدخل": ما خَرَّج مسلم لحماد في الأصول إلا من حديثه عن ثابت، وقد خَرَّج له في الشواهد عن طائفة
6.4: أما معمر فلم يُتكلَّم في حفظه ولا استُنكِر شيء من حديثه
7.4: اتفق على التخريج له الشيخان فكان لفظه أثبت
5. روي الحديث عن طريق سعد بن أبي وقاص بمثل لفظ رواية معمر اي ليس فيها عيارة حماد «إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ»
1.5: أخرج البزار والطبراني والبيهقي من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه إسناد على شرط اليخاري ومسلم
أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْنَ أَبِي؟ قَالَ: «فِي النَّارِ». قَالَ: فَأَيْنَ أَبُوكَ؟ قَالَ: «حَيْثُ مَا مَرَرْتَ بِقَبْرِ كَافِرٍ فَبَشِّرْهُ بِالنَّارِ».
2.5: زاد الطبراني والبيهقي في آخره قَالَ: فَأَسْلَمَ الْأَعْرَابِيُّ بَعْدُ، فَقَالَ: لَقَدْ كَلَّفَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ تَعَبًا، مَا مَرَرْتُ بِقَبْرِ كَافِرٍ إِلَّا بَشَّرْتُهُ بِالنَّارِ.
3.5: تعين الاعتماد على هذا اللفظ وتقديمه على غيره
6. في رواية ابن ماجة زيادة أوضحت بلا شك أن هذا اللفظ العام هو الذي صدر منه صلى الله عليه وآله وسلم ورآه الأعرابي بعد إسلامه أمرًا مقتضيًا للامتثال فلم يسعه إلا امتثاله، كما في رواية الطبراني والبيهقي ...
1.6: لو كان الجواب باللفظ الأول لم يكن فيه أمر بشيء البتة
2.6: فَعُلِمَ أن هذا اللفظ الأول من تصرف الراوي، رواه بالمعنى على حسب فهمه
7. ن رواية الحاكم في المستدرك «مَا أَتَيْتَ عَلَيْهِ مِنْ قَبْرِ قُرَشِيٍّ أَوْ عَامِرِيٍّ مُشْرِكٍ فَقُلْ: أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ مُحَمَّدٌ فَأَبْشِرْ بِمَا يَسُوءُكَ... تعضد رواية معمر التي ليس فيها عبارة «إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ» !! واسناده صحيح
.8. وهذا المنهج أحكم في تقديم رواية عر عن حماد ويالقياس بالأشبه ن طريق سيدما الشافعي رضي الله عنه فقد قدم رواية على منوال الاثبت في الرواية على من طعن في حفظه وحامت حوله شبهات فعدت عللا يكن توقف الاحتجاج به..
فقد قدّم الشافعي قراءة البسملة على رواية نفي قراءة البسملة على الرغم انها في صحيح مسلم وهو مذهب الشافعية
قال الحافظ السيوطي : ونحن أجبنا عن حديث مسلم في هذا المقام بنظير ما أجاب به إمامنا الإمام الشافعي رضي الله عنه عن حديث مسلم (مسالك الحنفا ص77)
9. قال بعض بعض اهل العلم : بأن ما جاء في مسلم انها في النار منسوخ بحديث عائشة الذي رواه الخطيب
10. واكثر اهل العلم ان الحديث يتؤول
ان قول رسول الله للاعرابي ن نظير : حسن الخلق والمعاشرة والتسلية؛ لأنه لما أخبره بما أخبره بما أخبر ورآه عظم عليه أخبره أن مصيبته بذلك كمصيبته، ليتأسى به (شَرْحُ صَحِيح مُسْلِمِ لِلقَاضِى عِيَاض 591/18)
11. ولو صح فانه خبر آحاد، فلا تعارض قوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} في الاصول بر الآحاد لا ينسخ الايات قطعية الدلالة