«اكلفوا من العمل ما تطيقون؛ فإن الله لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا» البخاري
معنى لا يَمَلُّ الله؛ أي: لا يقطع ثوابه...
اعْلَم أَن الملال على الله تَعَالَى محَال وَهُوَ ثقل الشَّيْء على النَّفس والسآمة مِنْهُ فَوَجَبَ تَأْوِيله وَهُوَ أَنه لَا يتْرك الْأجر وَالثَّوَاب حَتَّى يتْركُوا الْعَمَل وَلِأَن من مل شَيْئا تَركه فَعبر عَن التّرْك بالملال الَّذِي هُوَ سَببه من بَاب اسْتِعْمَال الْمُسَبّب بِلَفْظ السَّبَب وَهُوَ مجَاز
وَقيل إِن مَجِيئه بِهَذَا اللَّفْظ من بَاب الْمُقَابلَة فِي الْأَلْفَاظ وَهُوَ بَاب من أبوب الفصاحة كَقَوْلِه تَعَالَى {ومكروا ومكر الله} {نسوا الله فنسيهم}
كتاب إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل/ ابن جماعة
الفراء؛ يقال: مللت أمَلُّ: ضجرت، وقال أبو زيد: ملَّ يَمَلُّ ملالة، وأمللته إملالاً، فكأنَّ المعنى لا يملُّ من ثواب أعمالكم حتى تملُّوا من العمل))
الذين أوَّلُوه كالنووي في ((رياض الصالحين)) (باب الاقتصاد في العبادة) ، والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) (فصل ما جاء في المِلال) ؛ قالوا: معنى لا يَمَلُّ الله؛ أي: لا يقطع ثوابه، أو أنه كناية عن تناهي حق الله عليكم في الطاعة.
لكن للاسف التيمية والوهابية يقولون انها صفة حسب قواعدهم للصفات التي وضعوها انفسهم ...
سئل الشيخ ابن عثيمين في ((مجموعة دروس وفتاوى الحرم)) (1/152) : بعد ان شرح قول الفريقين:(وإذا ثبت أن هذا الحديث دليل على الملل فالمراد به ملل ليس كملل المخلوق )أهـ
وقال الشيخ محمد بن إبراهيم في ((الفتاوى والرسائل)) (1/209) : (( ((فإنَّ الله لا يَمَلُّ حتى تملُّوا)) : من نصوص الصفات،
، وهذا على وجه يليق بالباري لا نقص فيه ، كنصوص الاستهزاءِ والخداع فيما يتبادر)أهـ.
اخواني :
إنَّ هذا الحديث لا يدل على صفة الملل لله إطلاقاً يجب علينا أن نعتقد أنَّ الله تعالى مُنَزَّه عن كل صفة نقص من الملل وغيره قال الامام الطبري في تفسيره اي من الثواب !
اللفظ وحقيقته، وعندنا لازم اللفظ
قال الكرماني رحمه الله في حديث: إنّ الله لا يمل حتى تملوا أي لا يتصور منه الملال أبدا
اقنعني اولا ان فعل (الملل ) ليس نقصا بحق الادمي ثم تبنى هذا الكلام بحق الله سبحانه وتعالى !!!...فعل ملل هو بحد ذاته يحمل النقص لانه سعور بالسآمة والضجر...
فكيف يحق لنا ان نقول ملل ليس كمللنا ...شيء مؤسف حقا
تخبطهم في مسألة الصفات لا تقنع عاقل !!
اي فعل فيه نقص يحرم ان ينسب الى الله لانه ليس كمثله شيء هذا قول اهل السنة ....
اذن:
لكل لفظ حقيقة ولازم
قال رسول الله : «اكلفوا من [العمل] ما تطيقون؛ فإن الله لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا» البخاري
مهما عملت من عمل ؛ فإنَّ الله يجازيك عليه ؛ فاعمل ما بدا لك ؛ فإنَّ الله لا يمل من ثوابك حتى تمل من العمل ، وعلى هذا ، فيكون المراد بالملل لازم الملل. ..
(1) إنّ الملال على الله محَال ...وَهُوَ استثقال الشيء ونفور النفس عنه بعد محبته
(2) حقيقة اللفظ الملل السآمة والضجر ولازمه من السياق جزاء [العمل] وهو الثواب
(3) من الذين أوَّلُوه كالامام النووي في ((رياض الصالحين)) (باب الاقتصاد في العبادة) ، والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) (فصل ما جاء في المِلال) ؛ قالوا: معنى لا يَمَلُّ الله؛ أي: لا يقطع ثوابه، أو أنه كناية عن تناهي حق الله عليكم في الطاعة...
(4) وهذا من المقابلة اسلوب بلاغي على المعروف من لغة العرب..لا يستلزم ثبوت الملل لله عَزَّ وجَلَّ.
قال ابن رجب ( وسمي المنع من الله مللا وسآمة مقابلة للعبد على ملله وسآمته ، كما قال تعالى ( نسوا الله فنسيهم) فسمى إهمالهم وتركهم نسينا مقابلة لنسيانهم له هذا أظهر ما قيل في هذا ) فتح الباري (1/166)