السؤال : هل يجوز صبغ الشعر باللون الاسود ؟
الجواب :
(1). اختلف الفقهاء في ذلك على ثلاث اقوال: ( التحريم والكراهة والجواز)
فيجوز الخضاب بالسواد للرجال وللنساء وقد استدل المجيزون بحديث النسائي إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم فقالوا المخالفة على عمومها بأي لون
* قال الجمهور (المالكية والحنابلة وقول للشافعية والاحناف) : مكروه كراهة تنزيهية
* الشافعية : الكراهة التحريمية كما نقله النووي في المجموع وقال ابن حجر وجنح النووي إلى أنه كراهة .. قلتُ والجنوح لا يكون الا الى التشدد اقرب فكأن ابن حجر ذمّ هذا الاختيار...
* الاحناف : الجواز كما نقله ابن عابدين في حاشيته
قال ابن عابدين في حاشيتة : "والأصح أنه لا بأس به في الحرب وغيره" ا.هـ .
(2). وقد ثبت الخضاب باللون الاسود عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم :
عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب والحسن والحسين وسعد بن ابي وقاص وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وجرير بن عبدالله وعقبة بن نافع
قال القرطبي رحمه الله في : ((المُفْهِم)): " بل قد رُوي عن جماعة كثيرة من السلف أنهم كانوا يَصْبغون بالسواد " ا.هـ
..
..
_______________
الاستدلال للتوضيح :
الخلاف في المسألة لتعارض الادلة الصحيحة في المنع والجواز ولتعذر الترجيح بين الادلة مع ثبوت صبغ الشعر بالسواد من عمل الصحابة رضي الله عنهم كان الجمع هو منهج اهل السنة في ذلك فالحكم الوسط هو الكراهة بلا تحريم عند الجمهور
(1). حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال : أُتي بأبي قحافة يوم فتح مكة ، ورأسه ولحيته كالثغامة بياضاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( غَيِّروا هذا بشيء واجتنبوا السواد ) رواه مسلم
(2). (غَيَّروا هذا بشيء) رواه مسلم [بدون عبارة احتنبوا السواد]
فقال اهل العلم ان عبارة (واجتنبوا السواد) مدرجة ليست من قول رسول الله وقال بعضهم ان الزيادة من الثقة مقبولة فقبلوا عبارة اجتنبوا السواد
(3). ( يكون قوم في آخر الزمان يَخْضبون بـهذا السواد كحواصل الحمام ، لا يَرِيحون رائحة الجنة ) رواه احمد والنسائي وابوداود
قال اهل العلم ان الحديث مختلف فيه ففيه علل (فلا يقبل الاحتجاج به) واهمها ان يدور على عبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية البصري وهو مختلف فيه كما انه مختلف في انه موقوفعلى مجاهد او مرفوع لرسول الله
لذلك فان الحديث ان صح فلا ُيعارض بحديث اعلى صحة على شرط مسلم ووجه المعنى ان الصبغ بالسود صفة من صفات هؤلاء القوم لا يريحون ريح الجنة لفعلٍ او معصية لا لعلّة الخضاب ....
وجاءني السؤال التالي من قبل احد الاصدقاء على صفحتي :
والجواب عليه في التعليق التالي :