يا عبد الله
ولا يَعْظُمُ عندك على الحق شيءٌ إلا ما أمرك الله بتعظيمه {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} فكيف واذا ثبت الخبر عنه صلى الله عليه وآله وسلم فاننا اليوم نعيش في كنف أعظم يوم قال رسول الله ( إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القَرّ)
والقَرُّ : بمعنى الاستقرار لأن الناس يقَرُّون أي يستقرون فيه بمنى وذهب أغلب العلماء ان المقصود فيه يعمّ ايام التشريق كلها والجمهور من السادة المالكية والاحناف والحنابلة انها ثلاثة ايام وانفرد السادة الشافعية انها اربعة ايام....
اما عظمته ...
.. لأنه يوم الحج الأكبر كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يوم النحر هو يوم الحج الأكبر... وفيه من الأعمال ما لا يعمل في غيره كالوقوف بالمزدلفة ورمي جمرة العقبة وذبح الهدي واهراق الدم لله تعالى والحلق وطواف الإفاضة
وقيل عظمته لانه يعقب يوم عرفة... أنه مقام المعرفة بالله التي أوجبها علينا فكان ينبغي أن لا نسمى عارفين بالله حتى نعرف ذاته وما يجب لها من كونها إلهاً فإذا عرفناه على هذا الحد فقد عرفناه .. فهي صفة القرب في محل القرب فيخرج المؤمن من عرفة بعد ان عرف ربه سبحانه وتعالى عرفه باحدية ذاته جل وعلا ... فلا تصح لأحد غير الله فلهذا كانت معرفة الله في عرفة معرفة أحدية.. فالحضرة الإلهية تنطلق بإزاء ثلاثة معان الذات والصفات والأفعال...
ومن لم يستطع الذبح التقرب الى الله في هذا اليوم العظيم فليكن لسان حاله عندها تهدي الناسُ الأضاحي وأنا أهدي مهجتي ودمي...
كيوم ولدته امه :
المولود اذا خرج من بطن امه خرج من الضيق إلى السعة بلا شك ومن الظلمة إلى النور ... والسعة هي رحمة الله التي وسعت كل شيء .. النور هو الله سبحانه تعالى فكأنه يمشي بنر الله تعالى...
وقيل انه شبهه بالمولود لان المؤمن يعود الى الفطرة ويعود الى الميثاق الذي اخذه الله من ظهر بني آدم في عالم الذر باقرارهم بربوبيته سبحانه تعالى كما في الاية {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا}
وقيل انه عاد خالصا من الذنب لذلك شبهه بالمولود
وأيام العيد أيام فرح وسرور فأراد الله أن يسري السرور ظاهراً بين الناس والاقارب والمعارف وباطناً في النفس الانسانية لذلك حرم فيه الصوم التي سرورها بالأكل والشرب في يوم عيدها ... فأوجب الفطر فيها عبادة واجبة العمل ..
في الحديث أن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ودّ أبيه وأن ذلك من أحب الأعمال إلى الله وهو الإحسان إليهم والتودد بالسلام والخدمة وبما تصل إليه يدك من الراحات والسعي في قضاء حائجهم وعليك بالتلطف بالأهل والقرابة ولا تعالم أحداً
عن الاضاحي
اتَّجِروا بالاضحية...
من لم يستطع الأُضحية لفقر أو عجز، فلا يحزن، لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ضحّى عمّن لم يضحّ من أمّته .....
فلا داعي للاستدانة وان اجازها بعض الفقهاء .. ولا داعي الى تحميل نفسك أعباء تثقل عاتقك ... ولا داعي لتصوير ذبائحكم ونشرها على صفحاتكم... دعوها لله
جاء في صحيح مسلم عن سلمةَ بنِ الأكْوَع رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (( كُلُوا، وَأَطْعِمُوا، وَادَّخِرُوا )).
وفي رواية أبي داود: (( وَاتَّجِرُوا )) أي:اطلبوا الأجر
على من تجب الاضحية ؟
ج : الاحناف : من يملك نصاب الزكاة وهي في هذه الايام ما قيمته 85 غرام ذهب بسعر السوق المحلي
المالكية : الذي لا يحتاج إلى ثمنها لأمر ضروري طيلة العام
الشافعية : من يملك ثمنها زائداً عن حاجته وحاجة من يعوله يوم العيد وأيام التشريق
الحنابلة : الذي يمكنه الحصول على ثمنها ...
هل يجوز الاستدانة للاضحية ؟
ج : نعم يجوز الاستدانه على قول الجمهور ( المالكية والحنابلة ) ولو استدان يستدان، إذا كان يقدر على وفاء دينه
هل يجوز الذبح ليلا ؟
ج : جواز الذبح ليلا ونهارا في هذه الأيام ، لكن يكره ليلا وهو قول الجمهور ( الشافعية والاحناف والحنابلة وقول اشهب من المالكية)
المالكية وقول للحنابلة: لا تصح الاضحية ان تذبح ليلا ...ويشترط بالنهار
حكم من نسي التسمية عند الذبح ؟
ج: مباح الاكل منها قال ابن عباس : والمسلم يكفيه اسمه، فإن نسي أن يسمي الله حين يذبح فليسم ثم ليأكل
ذبيحة المسلم حلال ذكر اسم الله عليها أم لم يذكر لحديث عائشة في البخاري: قالت : إن قوما يأتوننا باللحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا ؟ فقال : صلى الله عليه وسلم سموا الله عليه أنتم وكلوه ( قول الجمهور المالكية والشافعية والاحناف وقول للحنابلة) واشترط الحنابلة ان يكون ساهيا غير متعمد
متى افضل وقت للذبح ؟
ج : اتفقوا (المالكية والاحناف والشافعية والحنابلة) على أن أفضل وقت التضحية هو اليوم الأول قبل زوال الشمس؛ لأنه هو السنة، لحديث البراء بن عازب، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إن أول مانبدأ به يومنا هذا: أن نصلي، ثم نرجع، فننحر، فمن فعل ذلك، فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل ذلك، فإنما هو لحم قدمه لأهله، ليس من النُسُك في شيء»
متي يبدأ الذبح للاضحية في اليوم الثاني والثالث ؟
ج : في غير اليوم الأول ـ وهو الثاني والثالث يدخل وقت الذبح بطلوع الفجر، لكن يستحب التأخير لارتفاع الشمس
ويستمر وقت الذبح لمغيب شمس اليوم الثالث من أالعيد
وانفرد الشافعية بالقول حتى رابع يوم لان الثلاثة تبدأ بعد يوم النحر (يوم العيد)
هل يجوز ان تكون الاضحية انثى ام يشترط ذكرا ؟
ج : اتفقوا ( المالكية والاحناف والشافعية والحنابلة) على جواز الذبح سواء كانت ذكرا ام أنثى
هل يجوز الجمع بين نية العقيقة ونيه الاضحية بنفس الذبيحة؟
الجواب : نعم يجوز وتجزئ الأضحية عن العقيقة على قول الجمهور من السادة ( الاحناف وقول للحنابلة وقول للشافعية) ...
وفقه المسألة ان المقصود منهما التقرب إلى الله بالذبح ، فدخلت إحداهما في الأخرى ....
قال البُهوتي رحمه الله : وَلَوْ اجْتَمَعَ عَقِيقَةٌ وَأُضْحِيَّةٌ ، وَنَوَى الذَّبِيحَةَ عَنْهُمَا ، أَيْ : عَنْ الْعَقِيقَةِ وَالْأُضْحِيَّةِ أَجْزَأَتْ عَنْهُمَا نَصًّ عليه الإمام أحمد .(كشاف القناع (3/30).