قال ابن ابي زيد القيرواني في الرسالة : (له الأسماء الحسنى» والصفات العلى. لم يزل بجميع صفاته وأسمائه . تعالى أن تكون صفاته مخلوقة وأسماؤه محدثة كلم موسى بكلامه الذي هو صفة ذاته» لا خلق من خلقه؛ وتجلى للجبل فصار دكا من جلاله» وأن القرآن كلام الله» ليس بمخلوق فيبيد ولا صفة لمخلوق فينفد).
قال القاضي عبدالوهاب رضي الله عنه:
اعلم أن هذا الذي قاله رحمه اللهء هو الدين الصحيح. والمذهب المستقيم» الذي من حاد عنه ابتدع وضل» وفيه رد على المبتدعة والرافضة وغيرهم من ضروب المبتدعة النافين لصفات ذاته تعالى من علمه وقدرته» وسائر صفاته؛ والزاعمين أنه لاعلم له ولا قدرة ولا حياة»
والجاعلين كلامه من صفات فعله؛ وأنه بمثابة سائر الأعراض التي تبيد وتفنى» وأنه من جنس كلام البشر ولغات الأممء والقائلين بأن الله تعالى كان في أزله بلا اسم ولا صفة» وأن عباده هم الذين خلقوا له الأسماء والصفات» والبغداديون (المعتزلة) منهم الذين انتهى علمهم في هذا الوقت إلى طريقة البلخي: أن الله ليس بسميع بصير على الحقيقة» وأن وصفه نفسه بذلك مجاز واتساع وعلى معنى العلم له دون أن يكون سميعا على الحقيقة أو بصيرا ردا لقوله سبحانه: #والله هو السميع البصير» وقوله تعالى منبها على وجوب ذلك ومنع نفيه عنه مخبرا عن إبراهيم عليه السلام (القائل) لأبيه على عبادة الأصنام: لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغتى عنك شيا فسوى بين الله وبين الأصنام »