السؤال: ان اصر المريض على الصيام اتباعاً لقوله تعالى وَأن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ؟ هل في ذلك اثم ام يؤجر على تحمله المرض؟
الجواب :
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
هذه مسالة يعود الاختلاف فيها الى الخلاف الاصلي هل التداوي واجب ويلزمه ام مستحب
والحنابلة عندهم ليس بواجب ويجوز عدم التداوي بل مستحب ولو اقتضت حالته العلاج ، والاباحة لا تقتضي اثما وتتساوى فيه الفعل والترك لذلك يصح من المريض الصيام ويؤجر به والجمهور على عدم الوحوب بالتداوي الا اذا اقتضت حالته العلاج وعليه يكون حسب الضرر الذي لحق به فيؤثم وفق هذه التحققات ولا يصح منه الصيام فيما اقتضت حاله العلاج فحسب والا فيصح
قال البلباني في أخصر المختصرات (119) : (تَرْكُ الدَّوَاءِ) للمريض (أَفْضَلُ) من التداوي؛ لأنه أقرب إلى التوكُّل، ويجوز اتفاقاً؛ لحديث أسامة بن شَريك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللهِ» [أحمد 18455، وأبو داود 3855، وابن ماجه 3436].
ولا يجب ولو ظُنَّ نفعُه؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما في المرأة التي تُصْرَع وتتكشف، فطلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها، فقال: «إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ الله أَنْ يُعَافِيَكِ»، قالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف، فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها. [البخاري 5652، ومسلم 2576]. (اانظر الدلائل والاشارات على اخصر المختصرات 411/1)