البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم)
اتفق الشافعية ومتأخرو المذهب الحنفي ان البسملة آية من القران الكريم إنما الخلاف في أنها من القرآن مرة واحدة أو مرات كما كتبت .
فاختلفوا في كون البسملة آية مستقلة بذاتها في كل سورة كما هو مذهب الشافعية: عند الشافعية مائة وثلاث عشرة آية من السور بخلاف عند السادة الاحناف انها آية واحدة من القرآن كررت للفصل والتبرك وليست بآية من شيء من السور وجاز تكريرها في أوائل السور؛ لأنها نزلت لذلك ونقلت كذلك
المشهور من مذهب أبي حنيفة - رحمه الله - على ما ذكر في كثير من كتب المتقدمين أنها ليست من القرآن إلا ما تواتر بعض آية من سورة النمل.
إلا أن المتأخرين ذهبوا إلى أن الصحيح من المذهب أنها في أوائل السور آية من القرآن أنزلت للفصل بين السور بدليل أنها كتبت في المصاحف بخط القرآن من غير إنكار من السلف.
وعدم جواز الصلاة بها إنما هو للشبهة في كونها آية تامة
وجواز تلاوتها للجنب والحائض إنما هو على قصد التبرك والتيمن
وعدم تكفير من أنكر كونها من القرآن في غير سورة النمل إنما هو لقوة الشبهة في ذلك بحيث يخرج كونها من القرآن من حيز الوضوح إلى حيز الإشكال، ومثل هذا يمنع التكفير(أي: أن النافي لم يكفر الملحق والملحق لم يكفر النافي ))أهـ
شرح التلويح على التوضيح للتفتازاني (المتوفى: 793هـ) (47/1)